كانت (لقطة الأسبوع) في البرنامج الرياضي المميز (في المرمى) في قناة (العربية) وتم عرضها في حلقة يوم الأربعاء قبل الماضي الموافق للثامن عشر من شهر مارس الجاري.. اللقطة لكابتن الفريق وهو ينزل إلى أرض الملعب مع بداية الشوط الثاني (بديلا) عن زميل بعد أن بقي طوال الشوط الأول جالسا على دكة البدلاء، والحقيقة أنه كان(واقفا) على الدكة، فقد أظهرته كاميرات النقل طوال المباراة وهو في وضع الوقوف قلقا ومتهيبا، ويده على قلبه، خاصة في اللحظات الأولى للمباراة وعندما كان الفريق متأخرا بهدف.. اللقطة التي عرضت في البرنامج بعد أن لفتت نظر المذيع الفاخر بتال القوس وفريق العمل (اللماح)، كانت (للكابتن) محمد نور لحظة نزوله مع مستهل الشوط الثاني إلى أرض الملعب، وتقدم إليه كابتن الشوط الأول وبيده (شارة) القيادة يريد أن يلبسه إياها، فدفعه نور بطريقة معبرة ولسان حاله يقول (خليك الكابتن يا كابتن)!! فبقي مناف أبو شقير كما كان في الشوط الأول كابتن النمور في مباراة أم صلال. لقطة معبرة جدا، تظهر مدى الروح والألفة والجماعية في الفريق وبين الكابتن وزملائه، خاصة الكبار منهم؛ فما بالك بالشباب والصاعدين؟ واللقطة لم تكن جديدة لمن يعرف نور ويتابع مسيرته مع الفريق، ففي مرات سابقة فعلها، حتى إن كانت قليلة؛ إذ يندر ألا يكون في التشكيل الأساسي، لكن ما فعله أكثر وهو كابتن (خلعه) للشارة وتسليمها للبديل (الأكبر) سنا منه لحظة نزوله عندما كان الفريق يضم من هو كذلك، وتحديدا الثنائي خميس الزهراني وحمزة إدريس قبل اعتزالهما نهائيا، وكان يفعل ذلك بإصرار حتى إذا كان ما تبقى من المباراة خمس دقائق فقط، يصر على خلع الشارة ويزين بها يد الكابتن ولسان حاله يقول (يا كابتن خليك كابتن)! وذلك فعل عرف به محمد نور؛ فهو ممن يجسدون الإيثار على النفس عملا وفعلا. بل إن ذلك من أهم أخلاقياته وصفاته الرياضية في الملعب قائدا ولاعبا، أما قائدا فقد كانت اللقطة المختارة أحد الشواهد وأما لاعبا فإن مشهد (صناعة) الأهداف (السهلة) يتكرر دائما منه أمام المرمى ليس بتمريراته وأفعاله الكروية التي يقدم من خلالها كرات جاهزة للتسجيل وإنما من خلال رشاته (المضمونة) التي لا يختار فيها المرمى الفارغ وإنما يختار ويفضل التمرير لزميل آخر قادم من الخلف؛ فيقدم له كرة من ماركة (أنت والباب وضميرك).. هذا هو نور.. لا يهمه موقعه، ولا يهمه مسماه، وإنما يهمه إذا لعب أن يفوز سواء كان الكابتن أو غيره.. ليس فقط لأنه يؤثر على نفسه ولأنه لا يهتم بالمظاهر والشكليات، وإنما لإيمانه أن الكابتن الحقيقي لا يعرف بقطعة قماش!! شفرة علم على رأسه (نور).