شهد ملتقى جهات الثقافي الذي ينظمه نادي الجوف الأدبي، ويستضيف في دورته الحالية مثقفين من منطقة حائل، غيابا واضحا لأكثر من نصف أعضاء نادي الجوف. وعزا أحد أعضاء النادي الغياب الكبير لزملائه، إلى رفضهم بعض الفعاليات التي أقامها النادي، خلال الفترة الأخيرة، “مع أنهم لم يفصحوا عن هذا الرفض في اجتماعات أعضاء مجلس إدارة النادي”. وقال: “إن حادثة حريق خيمة النادي الثقافية قبل نحو شهرين، كشفت مواقف هؤلاء الأعضاء، إذ إن معظمهم كانوا يبحثون عن الوجاهة الاجتماعية”. وأضاف: “حين تفاعلت ردود الفعل الاجتماعية والإعلامية بعد حادثة حريق الخيمة؛ بسبب معارضة فئة لمشاركة شاعرة، وفضل هؤلاء الانسحاب بهدوء من النادي، حتى لا يخسروا ما يعتبرونه كسبا اجتماعيا لانضمامهم إلى عضوية مجلس النادي”. وتابع: “وجود أربعة أعضاء فقط من بينهم رئيس النادي في فعاليات الملتقى من مجموع عشرة أعضاء يضع النادي في موقف حرج مع ضيوفه المثقفين من منطقة حائل”، مبديا غضبه من عدم اتخاذ إجراءات قوية بحقهم، وقال: “يفترض أن تسقط عضوية العضو الذي لا يحضر فعاليات النادي، خصوصا أن الأعضاء لم يحضروا ثلاث فعاليات أقامها النادي بعد حادثة حريق الخيمة الثقافية”. وكانت فعاليات ملتقى (جهات الثقافي)، انطلقت مساء الثلاثاء الماضي، وافتتحه أحمد بن عبدالله آل الشيخ وكيل إمارة منطقة الجوف، بندوة بعنوان (حائل: الثقافة والفنون). وقدّم للندوة علي العريفي عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي ويوسف الشغدلي مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في حائل والفنان صالح النصيب عضو فرقة الفنون الشعبية في حائل. واستعرض العريفي بدايات النشاط الثقافي في منطقة حائل في العهود الأخيرة، في حين أشار النصيب إلى وجود 360 لحنا للربابة على المستوى العربي، “لا يُستخدم منها حاليا إلا خمسة ألحان”. وبيّن الشغدلي أهم ألوان الفن التشكيلي وأشهر فنانيه، مقدما من خلال العرض المرئي بعض النماذج من لوحات الفنانين التشكيليين وكيفية تذوق هذا الفن. واستطرد في الحديث عن الرؤية البصرية ودورها في التعامل مع الجمال. وتناول التخطيط المعماري في المنازل وغياب الجمال فيه، مؤكدا أن ثقافة الصورة لم تأخذ حقها كبقية الثقافات. وقال: إن الإبداع نشأ في حائل، “ووظفه الحائلي بكل جزء من حياته، وحوّل منافعه إلى وحدات جمالية تشكيلية”. ولفت الشغدلي إلى أن جمعية الثقافة والفنون تقف بقوة لدعم الفنون التشكيلية، ونشأت خلال السنوات الأخيرة مجموعات من الفنانين والفنانات، ولهم أساليبهم وقدراتهم التي فتحت لهم من خلال “الجمعية” أبوابا للمشاركة بالمعارض الدولية داخل وخارج المنطقة. وفي مداخلات الحضور قال حمود المشعل: “إن هناك عزوفا كبيرا من الشبان لفعاليات الأندية الأدبية”، وعزا العريفي ذلك إلى وجود وسائل تكنولوجية تجذب الشبان، مشيرا إلى أن الأندية لديها خطط لاستقطاب شرائح المجتمع كافة. وخصص الملتقى اليوم الثاني للشاعرين عبدالله الزماي ومنيف البنيان، ليقدما آخر قصائدهما الشعرية. يذكر أن أدبي حائل يقيم معرضا للصور مصاحبا للملتقى، كما تتيح مكتبته المتنقلة الفرصة للزوار لاقتناء إصدارات النادي من الكتب والمطبوعات.