أكتب مقالي قبل مباراة منتخبنا الوطني مع إيران، ولا نعلم عن نتيجة المباراة التي نأمل من الله سبحانه وتعالى ثم من نجومنا العمالقة أن نكون قد حصدنا النقاط الثلاث التي ستحدد الأمل لنا للتأهل لكأس العالم للمرة الخامسة. والأمل معقود بنجومنا؛ حيث إنهم يملكون العزم والإصرار، ناهيك عن القدرات الفنية التي يفتقد لها منافسهم الإيراني، ونحن على ثقة بهؤلاء الرجال الذين هم امتداد للأجيال السابقة وسوف يعوضون غياب المصابين، بل نحن نأمل أن يقدم رجال منتخبنا الفوز هدية لزملائهم الذين حرمتهم الإصابة عن تمثيل الوطن في هذا المحفل الرياضي العالمي، كما أننا نثق بهذه الكوكبة الرائعة التي ستثبت للجميع أن الوطن ومنتخبه لا (يأتسران) لأي لاعب لا يتحمل مسؤوليته الوطنية مهما كانت نجوميته؛ فالوطن والحمد لله يملك من الرجال الغيورين الذين يهمهم رفع راية التوحيد خفاقة في سماء العالمية. لن نتحدث عمن لا يعرف واجبه من تلقاء نفسه أو عمن يفتقر لبطانة صالحة توجهه وتنير له طريق التمثيل الوطني، وأن الوطن هو الأهم والمهم، وهو الأصل وما عداه فروع يجب أن تعرف حجمها وتقف عند حدها. لم لا، أليس الوطن الكل والجمع والأساس وما عداه ملاحق، وهذا ما يجعلنا نتأمل التوجه الإعلامي الرياضي السلبي الذي انساق البعض منه إلى إفراد الصفحات الأمامية لصور هذا اللاعب أو ذاك مع أن رحلة منتخبنا لإيران وصور نجومنا أهم من تلميع لاعبي الأندية. والمتأمل لصحافة الميول وتوجهها ليشاهد العجب والعجاب وكأن هذا الوطن ورجاله المتمثلين في منتخبنا الوطني لا يستحقون إلقاء الضوء عليهم ومتابعتهم وإجراء الأحاديث الصحافية، والسبب أن لاعبي أنديتهم المتقاعسين ليسوا على رأس قائمة المنتخب. ولن نسأل عن المسؤول عن هذا الانحراف الإعلامي، كما لن نبحث عن الأسباب، ولكن حتما ولا بد حان وقت الثواب والعقاب تجاه من يؤدي دوره الوطني كما يجب، ومن يهمل واجبات الوطن، كما لا يفوتنا أن نطالب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإعداد تقارير إعلامية. مرئية مقروءة مسموعة وتجبر هذه الوسائل الإعلامية على نشرها وبثها.. مثلما يفعل هؤلاء المفتونون بأنديتهم ونجومهم على حساب الواجب الوطني، وأصبح لزاما على الجميع احترام الوطن ومشاركاته مع وبدون نجومهم المدللين، وهذا ما يدعونا أيضا للتوجه لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه بأن تطلق قناة رياضية تهتم بالمنتخبات الوطنية كل المنتخبات في جميع الألعاب لتغطية أخبارها وإبراز دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب؛ وذلك بعدة لغات ليطلع العالم كله على الوطن ومقدراته الرياضية التي تخدم شباب الوطن في كل المناحي والمناشط. ولا يفوتني هنا أن أهنئ الوطن بتفوق أنديته التي حققت بطولات تضاف إلى رصيده الكبير وعلى رأس الأندية "الأهلي" الذي حقق نجوم كرة اليد بطولتين آسيوية وخليجية، وهاهو يستضيف هذه الأيام لبطولة كرة الطائرة الخليجية، نأمل أن تضاف إلى أخواتها. كما نهنئ الوطن بتقدم نادي الاتحاد وحصوله على ست نقاط في البطولة الآسيوية وكذلك نادي الشباب والاتفاق مع الأمل للهلال بتحسن نتائجه المستقبلية، ناهيك عن بطولات عالمية وقارية حصدها أبطالنا في الفروسية وألعاب أخرى مختلفة نأمل أن تتوج جميعها بالتأهل، إن شاء الله، والأمل بالأبطال لا يتجزأ فكلهم رجال مواقف ويملكون كل العوامل المساعدة. خاتمة: الوطن هو الأساس وما عداه متحرك.