تستضيف العاصمة البريطانية لندن في 2 إبريل المقبل، قمة قادة الدول المتقدمة والاقتصادات الناشئة المنضوية تحت لواء مجموعة ال20 للدول المهمة في العالم، كما يحضر القمة ممثلو المؤسسات المالية الدولية للعمل معا لصالح استعادة الاستقرار وتحفيز النمو في الاقتصادات الدولية. وترمي قمة لندن إلى التوصل إلى اتفاق دولي من خلال اتخاذ إجراءات منسقة لإحياء الاقتصاد العالمي لتحفيز النمو الاقتصادي الدولي وتوفير الوظائف، وكذلك إصلاح وتحسين القطاعات والنظم المالية؛ لإحراز تقدم إزاء خطة العمل التي تم الاتفاق عليها في قمة واشنطن في نوفمبر العام الماضي؛ لأجل بناء نظم مالية أفضل علاوة على إقرار مبادئ إصلاح المؤسسات المالية الدولية، خاصة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنتدى تحقيق الاستقرار المالي. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أخيرا عن ثقته بأن تتوصل قمة مجموعة ال20، التي ستلتئم في لندن الشهر المقبل، إلى حزمة اقتصادية لمكافحة الركود الاقتصادي في العالم وإلى اتفاق يرمي إلى إنعاش الاقتصادات الدولية. وعبر عن تفاؤله بما تسفر عنه القمة المنتظرة في لندن من نتائج إيجابية، وقال مخاطبا جمعا كبيرا من الصحافيين: “سترون أن دول القمة ستتفق حول كل ما سنفعله في المستقبل، سواء كان ذلك على صعيد السياسة المالية أو النقدية، وكذلك النظام التنظيمي/ المصرفي”. ويشارك في هذه القمة التي ستعقد في قاعات إكسل لندن قادة الدول المتقدمة والاقتصاديات النامية، بمن فيهم زعماء الدول ال20، وهم: السعودية، الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، وأمريكا، مع مشاركة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ورئاسة الاتحاد الأوروبى (التشيك) واللجنة الدولية للشؤون المالية والدولية ولجنة التنمية الدولية وممثلين عن المؤسسات المالية الدولية، كما سيحضر قادة آخرون من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذا الحدث المهم. مادة مستقلة السعودية أكبر مساهم مالي في القمة أكدت دراسة صندوق النقد الدولي، أنه من بين جميع الدول المشاركة في القمة المالية لمجموعة ال20 في لندن في الثاني من إبريل المقبل، فإن السعودية تقدم أكبر مساهمة مالية على شكل حوافز لرفد قطاعاتها الاقتصادية. وتزامنت دراسة صندوق النقد الدولي مع تصريحات لوزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، أكد فيها صلابة ومتانة اقتصاد المملكة وقدرته على مواجهة الأزمة المالية العالمية الحالية، معبرا في الوقت نفسه عن الأمل في أن تؤدي اجتماعات وزراء مالية دول مجموعة ال20 واجتماعات القادة إلى التخلص من أخطاء الماضي واستئناف النمو العالمي والمحافظة عليه. وأضاف في كلمة في حفل الاستقبال الذي أقامته غرفة التجارة العربية البريطانية على شرفه والوفد المرافق: “أقول بكل ثقة وتواضع إن الاقتصاد السعودي في موقع جيد، إن لم نكن الأفضل، وأقول هذا الأمر كحقيقة؛ لأننا جميعا تأثرنا بالأزمة، لكن بدرجات مختلفة”. موضحا، أن الهدف من اجتماعات القمة في لندن هو أولا لاستعادة نمو الاقتصاد العالمي مرة أخرى والمحافظة على هذا النمو ومنع حدوث المشكلات الحقيقية التي يمر بها الاقتصاد العالمي الآن. ونأمل في أن نصل إلى تحقيق هذا الهدف”.