يعد الشيخ والإعلامي المعروف عبدالعزيز بن نوح مقدم البرامج الدينية في قناة ( يعد الشيخ والإعلامي المعروف عبدالعزيز بن نوح مقدم البرامج الدينية في قناة ( m b c ) أحد أشهر مشايخ الإعلاميين السعوديين، عرف بأنه من أفضل مقدمي برامج الفتاوى على القنوات الفضائية بدليل فوز البرنامج الذي يقدمه بالمركز الأول من بين كافة برامج الإفتاء الفضائية، التقيناه في “شمس” من خلال هذا الحوار الذي أجاب فيه بكل أريحية ورحابة صدر عن كل الأسئلة التي طرحناها عليه خاصة تلك المتعلقة بظهوره على قناة (إم بي سي) المثيرة للجدل بين العديد من الدعاة وطلاب العلم في السعودية، وكشف نوح للمرة الأولى من خلال هذا الحوار أن الشيخ ابن باز رحمه الله أذن للدكتور عبدالله المطلق في الخروج على تلك القناة؛ فإلى مضمون الحوار.. ) أحد أشهر مشايخ الإعلاميين السعوديين، عرف بأنه من أفضل مقدمي برامج الفتاوى على القنوات الفضائية بدليل فوز البرنامج الذي يقدمه بالمركز الأول من بين كافة برامج الإفتاء الفضائية، التقيناه في “شمس” من خلال هذا الحوار الذي أجاب فيه بكل أريحية ورحابة صدر عن كل الأسئلة التي طرحناها عليه خاصة تلك المتعلقة بظهوره على قناة (إم بي سي) المثيرة للجدل بين العديد من الدعاة وطلاب العلم في السعودية، وكشف نوح للمرة الأولى من خلال هذا الحوار أن الشيخ ابن باز رحمه الله أذن للدكتور عبدالله المطلق في الخروج على تلك القناة؛ فإلى مضمون الحوار.. نحمد الله عز وجل أولا وأخيرا على هذا النجاح الذي لم يكن لولا توفيق الله أولا وأخيرا، وبهذه المناسبة أقدم شكري وتهنئتي لإدارة mbc على دعمها لنا في هذا البرنامج وشكري لكل العاملين معنا، وهذا النجاح إنما هو نتيجة لتضافر الجهود من قبل العاملين في البرنامج وإدارة القناة والشكر والدعاء، كذلك ممتد لمشايخنا الكرام الذين يضيفون لنا الشيء الكثير من خلال استضافتهم وتجاوبهم مع المشاهدين، وكذلك الشكر لمشاهدينا الكرام الذين أولونا هذه الثقة من خلال هذه المتابعة الكبيرة. ومن الطبيعي أن هذا الأمر يفرح ولكنه أيضا يلقي مسؤولية كبيرة على عواتقنا. • ما سر هذا النجاح؟ الأمور بتوفيق الله أولا وأخيرا وإن كان من أسباب، فهناك سقف الحرية المرتفع في البرنامج من حيث طرح المواضيع الشرعية والفقهية والاجتماعية من منظور شرعي وبيان الحكم الشرعي فيها، حيث لا توجد تحفظات في هذا الجانب وهذا ناتج من الاحترافية الإعلامية الواضحة في القناة، كذلك حرصنا على المناقشة الشرعية لأي فتوى تطرح بطريقة تناسب البرنامج؛ فليس هناك تقديس للآراء التي تطرح من المشايخ ضيوف البرنامج، بل إن الفتوى تتم مناقشتها بطريقة شرعية لكي تكون واضحة ومراعى فيها الآراء الأخرى مع إظهار كامل التقدير للضيف لكن دون قداسة، وهو ما ساهم في إخراج البرنامج من كونه برنامج إفتاء تقليديا إلى وجبة شرعية مؤصلة، أضف إلى ذلك الدقة في اختيار الضيوف، حيث نسعى لأن يكونوا سليمي المنهج فكريا وعلميا، وأن يكونوا كذلك ممن يملكون الحضور الإعلامي والقدرة على التعامل مع الكاميرا، كذلك نحن دائما ما نطرح القضايا الوطنية وهموم المواطن والأحداث التي تحدث في بلادنا ونغطيها من الجانب الشرعي، فكثيرا ما نتناول مع ضيوفنا شبهات تطرح أحيانا في بعض الأحداث الأمنية التي تمر بها بلادنا من محاولات للإخلال بالأمن فيتم تفنيدها بكل وضوح من أجل بيان الحكم الشرعي. • هناك من ينتقد خروج المشايخ في بعض القنوات ك ( m b c) بسبب ما يعرض فيها من مخالفات.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟ كل وجهة نظر مبنية على دليل شرعي لا بد أن تحترم، وبالنسبة لهذا الأمر فنحن في مشاركتنا في البرامج الشرعية لسنا منطلقين من اتباع للهوى، إنما ننطلق من منطلقات شرعية وكذلك من فتاوى كبار علمائنا فاليوم هو عصر الإعلام والانفتاح الفضائي والانفجار المعلوماتي، وأصبح الإعلام يوجه الشعوب والمجتمعات ويشكل ثقافاتهم ونمط تفكيرهم؛ فالتقاعس عن مواكبة هذا التقدم وهذه المرحلة أقل ما يقال عنه إنه رأي مرجوح خاصة أن الناس يمرون بموجة من الشبهات والشهوات ولا بد أن تقدم لهم الأمور الشرعية بلا غلو ولا جفاء ومواكبة لحياتهم؛ فالشريعة صالحة لكل مكان وزمان خاصة إذا نظرنا إلى الشعبية الطاغية لكثير من هذه القنوات مثل قنوات mbc التي لا يمكن أن تقارن من حيث الشعبية والمتابعة بأي قناة أخرى وهذا هو الواقع، ثم إننا ننطلق من فتاوى كبار علمائنا وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله الذي أفتى بمشاركة الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله في (إم بي سي) في مثل هذا البرنامج، بل إني سألت فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن جواز المشاركة في مثل هذه القنوات الفضائية فقال لي نصا: “يا ولدي ينبغي أن يكون السؤال عمن تيسرت له المشاركة ولم يشارك.. هل يأثم أم لا”؟ إضافة إلى أن كثيرا من طلبة العلم الذين تم استضافتهم قد استشاروا جملة من كبار العلماء وأشاروا عليهم بالمشاركة؛ فالقضية شرعا وعقلا محسومة بالنسبة لي، وإن كان البعض ينتقد المشاركة بحجج شرعية فإن هناك من ساءه أيضا مشاركة طلاب العلم المعتبرين في بعض البرامج المعتبرة والحضور القوي لبعض البرامج الدينية المعتبرة.. والأعمال بالنيات. • كيف ترى تفاعل طلبة العلم والمشايخ معك في البرنامج من حيث دعوتهم واستضافتهم؟ الحقيقة التفاعل كبير وطيب وإيجابي، وأشكر المشايخ الكرام الذين نسعد دائما باستجابتهم للمشاركة مع العلم أننا أحيانا نجد بعض التحفظ من بعض المشايخ للمشاركة نظرا لتحفظهم عن المشاركة في الإعلام بشكل عام. • هل تأتي طلبات للظهور في البرنامج عكس من يتحفظ في المشاركة؟ الحقيقة نعم.. وهذا أمر أعتز به كثيرا وأرى أنه ناتج من الثقة الطيبة التي نحظى بها وعموما في البرنامج هناك سياسة لاختيار الضيوف تنطلق من التأصيل العلمي الشرعي وسلامة المنهج والحضور الإعلامي. • (الفتوى في الإعلام ) طرح الأمر كثيرا ودارت نقاشات حولها.. ما رأيك؟ لا شك أن شأن الفتوى شأن عظيم ولهذا ورد أن الصحابة كانوا يتدافعون الفتوى لعظم شأنها ومكانتها في الشريعة، وحقيقة مع هذا الانفتاح الفضائي والمعلوماتي الكبير أصبحنا نجد الغث والسمين في كل العلوم والفنون وأصبحت بعض القنوات، لا تلقي لموضوع الفتيا شأنا كبيرا وأصبح يستضاف في هذا الشأن أحيانا من ليس بأهل لكن ليس هذا الحكم عاما على الجميع ولكن إذا نظرنا إلى الواقع وجدنا سيلا جارفا من الشبهات والشهوات والإشكاليات في المفاهيم التي يجب أن يتصدى لها أهل العلم من أجل توضيحها وفي برنامجنا نفرق بين المسائل الفقهية والقضايا الشرعية المرتبطة بعامة الأمة. • ما النظرة الخاصة تجاه هذه البرامج وللإعلام المحافظ بشكل عام؟ لا شك أن بعض البرامج الدينية بشكل عام أثبتت حضورها وتأثيرها ولكن الإعلام الإسلامي لا يزال يعاني إشكالات كثيرة ولا يزال يراوح مكانه قياسا بما يجب أن يكون عليه، وحقيقة أن بعضا ممن يتعامل مع الإعلام الإسلامي تنفيذا وإشرافا وممارسة يعتمد على تعاطف الناس مع المواد الشرعية المطروحة وهذا لا يعني عدم وجود التميز، فهناك برامج أثبتت نجاحها وقوتها وتميزها ولكن الحديث هنا عن تحليل ونظرة عامة؛ فالإعلام الإسلامي لا يزال يشوبه مناخ غير صحي للعمل ما يخرجه عن أهدافه الشرعية الصحيحة من نشر للعلم الشرعي الرصين ومن المساهمة في رقي المجتمعات والأفراد على منهج شرعي علمي مبني على الكتاب والسنة والفهم الصحيح لهما بلا إفراط وغلو وبلا جفاء.