كانت ليلة الاحتفاء بالفنان القدير أبو بكر سالم في السهرة قبل الأخيرة من سهرات مهرجان ليالي فبراير التي تقام في الكويت مختلفة في كل شيء.. فلم يندهش الجمهور فقط من الحضور الفني الكبير الذي ملأ المسرح فحسب، بل تعداه إلى التفاعل غير العادي من الفنان المحتفى به والذي لم يتمالك نفسه وهو يظهر على خشبة المسرح ليطل على جمهور الكويت، ولم يجد تعبيرا أبلغ من أن يذرف دموعه بعد أن خنقته العبرة عند أول كلمة خرجت من لسانه، أبو بكر سالم في ذلك المشهد كان وفيا لجمهور الكويت الذي دعمه منذ سنين طويلة وردد أغنياته، وكان وفيا للقامات الفنية التي تقف إلى جانبه، ووفيا لمسرح الغناء الذي تواصل من خلاله مع المحبين على مدار 50عاما. لمسة التكريم كانت هي الحدث الأبرز في سهرة ليالي فبراير التي أقيمت مساء أمس الأول، فقد كرم إلى جانب سفير الأغنية الحضرمية فنان العرب محمد عبده الذي حضر من أجل المشاركة في التكريم والغناء مع أبو بكر سالم عرفانا بما قدمه له في بداياته الفنية ودعمه المتواصل له خلال السنوات الماضية، وقال عبده: “أبو أصيل لم يكن فنانا فحسب، بل داعما ومشجعا ومحفزا.. كنت وطلال مداح وغيرنا من الفنانين نعود إليه لتصحيح أخطائنا في اللغة واللفظ فهو معلم في اللغة العربية وهذا الأمر أعطاه تميزا آخر”.. أما حسين عبدالرضا الذي حضر أيضا للمشاركة باسم الدراما الخليجية في ليلة التكريم فقد أثنى كثيرا على أبو بكر سالم، وقال: “هذا الرجل علمنا الغناء وحببنا في الألوان الحضرمية عبر حنجرته، ولا أنسى أنني من شدة إعجابي به استعرت أحد ألحانه وتم تركيب كلام عليه وقدم في أحد الأعمال”.. بينما كان الحضور لنجله أصيل أبو بكر وحسين الجسمي والشاعر والملحن إبراهيم جمعة شرفيا، أما نجم الحفل عبدالله الرويشد فقد كان الأسعد كون هذا التكريم والحفاوة تأتي في وصلته الغنائية التي تعتبر الأهم في المهرجان لوجود حشد كبير من النجوم فيها. الرويشد وعبده وأبو بكر سالم هم من بقوا على خشبة المسرح بينما النجوم الآخرون انسحبوا بهدوء، لتبدأ وصلة مختلفة غنى فيها النجوم الثلاثة معا وسط تصفيق حار من الحضور، قبل أن ينسحب النجمان الكبيران ويبقى الرويشد ليكمل الحفل الغنائي بمجموعة من أغنيات ألبومه الأخير الذي طرح إلى الأسواق قبل أيام. المفاجئ في الحفل هو اللوك الجديد الذي بدا عليه الفنان الإماراتي حسين الجسمي والذي غنى ثانيا بعد المصرية شيرين، حيث بدا الجسمي وهو فاقد لنصف وزنه تقريبا وفي صورة لم يعهده الجمهور عليها، حتى إن البعض استغربوا عند دخوله إلى المسرح بعد أن قدم لهم وكانوا يعتقدون أنه فنان آخر غير نجمهم الذي أحبوه، لكن سرعان ما شرعوا في الهتاف والتصفيق له عندما تحدث إليهم وأعلن رغبته في تقديم وصلة طربية معهم. إجمالا الحفل كان رائعا، والتنظيم كان العامل الرئيسي في تحقيق ذلك.. وكان الحضور متفاعلا مع الجميع، وظلوا متواصلين بالهتافات وترديد الأغنيات حتى ساعات الصباح الأولى والتي معها ختم الرويشد وصلته.