أكد الشيخ الدكتور ناصر العمر المشرف على موقع المسلم أن الاستغراق في اللحظة الحالية والأحداث الراهنة من أخطر الأمور التي يمكن أن تؤثر في الفرد أو المجتمع أو الأمة خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الواقع سواء كان ذلك في لحظة هزيمة أو لحظة انتصار، وأضاف: "هذا الاستغراق يعمي النظر للأسباب التي أدت إلى هذه اللحظة بإيجابياتها وسلبياتها ويعمي كذلك النظر في مآل الأمور وعواقبها وما يمكن أن تقود إليه في المستقبل؛ لذا فإنه يحسن بالمرء أن يبتعد عن ضغط هذه اللحظة وتأثيراتها وينظر إلى الصورة من خارجها حتى تتكامل رؤيته وتتضح، وإلا ظلت قاصرة وعاجزة عن قدر الأمور بقدرها المناسب"، وأضاف: "من البشائر في واقع الأمة ما نراه من وعي متزايد بين أفرادها بحقيقة الصراع مع الأعداء وبحقيقة الأعداء التي بُذِلت محاولات كثيرة وشاقة لتزييفها وطمسها بحيث يصبح العدو اللدود صديقا حميما"، واستطرد: "من البشائر كذلك ما نراه في أماكن مختلفة من العالم من تصدي أهل الإسلام لأعدائهم ما يؤكد ما بشرنا به كثيرا من أن الأمة مقبلة على الجهاد في سبيل الله على الرغم من المكر الذي يحاول صرف الأمة عن هذه العبادة الجليلة التي هي ذروة سنام الإسلام"، مشيرا إلى أن من بشائر ذلك الصمود الذي حصل في غزة وذاك الانتصار على واحد من أقوى جيوش العالم كما يقولون ومنها انسحاب القوات الإثيوبية من الصومال وعودة أهله لتولي زمام الأمور فيه، ومنها كذلك هذا الضعف الواضح لقوات الأعداء في أفغانستان وهذا التخبط فيما بينهم، ومنها تلك الضربات الموجعة التي تلقوها في العراق والتي ما كانوا ليفكروا في مغادرته من دونها، وأضاف: "إن من يستغرقه ضعف الأمة وهوانها وتكالب الأعداء عليها يعجز بالكلية عن النظر لما سبق من البشائر أو يتعامل معها تعاملا سلبيا؛ فلا يرى لها قيمة تذكر أو يهون من شأنها لأن قوة الأعداء وتمكنهم تستغرق تفكيره فيقع في الإحباط والهزيمة النفسية ومن تستغرقه البشائر السابقة يعجز عن النظر للمخاطر التي تهدد هذه البشائر وتنذر بتبديد مكاسب الانتصارات فلا يحسب حسابها؛ ما ينذر بالوقوع في شباكها". منوها بأن الانعتاق من حال الاستغراق يجعلنا نتحرر من وثاق الهزيمة النفسية والإحباط ونتحلى بروح الأمل لا سيما أن الله لا يخلق شرا محضا؛ ما يجعلنا نبحث في كل شيء عن إيجابياته ومن جهة ثانية فإن هذا الانعتاق يجعلنا نزن الأمور بموازينها الصحيحة فلا نقلل من حجم المخاطر ولا نغفلها بالكلية.