من سمح لك أيها الرجل بأن تكسر كأس الليمون وأنت هنا في منزلنا؟ ألم تتعلم منذ صغرك أن للمنازل حرمتها أم أن التربية التي تلقيتها في المدرسة لم تكن كافية؟ لا أراك تجيبني، ما الذي تعتقد يا هذا بتصرفاتك الغريبة التي أراها الآن أمامي؟ هل تريد أن أكمل لك احتمالاتي؟ لماذا أنت قمت بالذي قمت به؟ حسنا، قبل أن أخرجك من سكننا الذي أنت تعلم أن أهلي لم يأذنوا لك بالدخول إليه لكي تتناول معنا القهوة والكيك والطعام الذي جهز من أجلك إلا لأن والدتي زميلة لوالدتك اللتين يعدان نفسيهما كالأختين وأنت بكل سهولة تأتي هنا في منزلنا وتقوم بهذه التصرفات التي تشبه المعتوهين. قل لي هل تريد أن نذهب أنا وأنت ونطلب من مديرة الروضة القريبة من حيّنا أن تسمح لك بالانضمام مجددا مع من هم في السن الرابعة والخامسة؟ لا عليك، سأشفع لك عند المديرة شمس؛ فهي تعرفني منذ زمن ولدينا كثير من المقابلات الجيدة التي تحمل كثيرا من الود والمحبة فيما بيننا. ماذا تود أن تقول بعد هذا الحديث؟ هل يطرب سمعك لما أقول، أم أن الصمم قد أصابك؟ لا فائدة في الكلام معك، أتصور أن الوقت الذي كملتك فيه أخذ حيزه من الوقت وأكثر، هذا الباب خلفك تستطيع الآن أن تغادرنا بهدوء كما كان استقبالنا عند دخولك. ابنتي سوزان لا يليق بنا أن نطرد ضيوفنا من المنزل. أمي أتعلمين ما قام به نبيل؟ قد أمسك بكأس الليمون وفجأة ألقاها في الأرض، ألا ترين بقايا الزجاج على الأرضية؟ أهذا تصرف يقوم به شخص سوي يا أمي؟ لا أعلم ما الذي دعاه أو أقلقه لفعل ما فعل؟ دعيني حبيبتي أحدثه.. قل لي نبيل، هل رأيت ما يزعجك هنا؟ قل لي بصراحتك التي عرفتها منذ طفولتك حينما كنت أنت وبنتي سوزان تلعبان في الحديقة التي أمام منزلنا ومنزلكم، لم أعرف يوما أن لديك أمورا تزعجك فلا تخبر بها والدتك الحبيبة لقلبي ولاء أو أنا أمك الثانية التي كنت دوما (تنده) لسمعي ماما أمل، أنسيت كل هذا؟ لا أعتقد يا ابني نبيل أنك أصبحت هكذا من غير سبب، لا أريد منك أن تقول حديثا لا يتصل بصلة عما نتحدث عنه، الذي أبحث عنه هو الصراحة لا غير الصراحة، فإن كانت غيرها فلا تحدثني، وتستطيع أن تذهب من منزلنا بكل احترام وتقدير ولن نغضب عليك. حسنا يا أمي أمل.. سأذهب الآن لأنني لا أشعر بأنني قادر على أن أفصح بما هو بداخلي، لكن أعدك قريبا جدا أن ما بداخلي سأقوله. طابت ليلتكم. وليلتك يا ابني.. يتبع. بدر بن أحمد