ابتهجت لوصول النجم السابق والمدرب الحالي الفرنسي جان تيجانا الى الرياض، وأتمنى أن يُتم الأزرق التعاقد معه كخطوة جديدة ومميزة نحو تحقيق شيء من التغيير الايجابي الذي شاهدناه مع كوزمين ونلاحظ بوادره مع باوزا ونتطلع لتعميمه على الأندية بما يعود على الكرة السعودية بالفائدة، حيث إن لديّ (وكثيرين غيري) قناعة بامتداد فائدة مدرب مثل كوزمين الى المنتخب وما رأيناه من انضباط تكتيكي في خطوطه الخلفية. هناك جانب آخر لابتهاجي برؤية صور تيجانا في مطار الملك خالد الدولي أمس الأول ... ربما لذلك علاقة بمرحلة الشباب الجميلة، فقد تذكرت أيام المرحلة المتوسطة في النصف الثاني من الثمانينيات الميلادية ونحن نتابع تيجانا مع فريق بلاتيني ونطرب لركضهم لدرجة تكوين فريق حواري (يخوض منافسات غبارية ضارية)، كانت ألوانه المعتمدة هي قمصان المنتخب الفرنسي، ومازلت أحتفظ في ألبومي الخاص بصور أرتدي فيها رقم تيجانا بنفس القمصان، وإن كان شقيقي فواز (وهو هلالي معتدل) أكثر شغفا بالثنائي تيجانا وبلاتيني. أعود للعنوان أعلاه الذي ربما أثار حفيظة بعض المتابعين، وأقول إن تناولي له هنا ليس مثلما حاولت أقلام كثيرة تسويقه ضد ناد محدد وبصورة أفرغت الكلمة من مضمونها الجميل، فالكثير من وسائل الإعلام استخدمت اسم (حلم) أو فعل (يحلمون) بشكل تهكمي خال من الذوق والاحترام وحاولوا أن يقرنوها بنادي النصر، ولا غرابة أن يرتبط فريق عظيم كالعالمي بكل الدلالات التطلعية الطامحة، لكن الغريب أن يتسابق النكرات لتوظيف الكلمة الغنية على نحو فقير..!! يؤكد الدكتور علي الحمادي ضرورة وجود حلم في حياة كل إنسان؛ لأن ذلك يخلق متعة وإصرارا على العمل، وهل الحياة إلا حلم أو مجموعة أحلام؟!! ويشير الحمادي الى مقولة بيكر (الحلم إفطار جيد لكنه ليس عشاء جيدا) أي أن الحلم اذا طال انتظاره يتحول الى كابوس..! لهذا حاول بعض الناقمين على تلك الأقلام السطحية الرد فأخذوا يتندرون بالحلم الازرق الذي يسعى للوصول الى العالمية، أما العقلاء فإنهم يرون في الحلم الهلالي حقا مشروعا كما يرون في حلم أي ناد حقوقا مشروعة، ولو نظرنا بواقعية لاحترمنا مثلا حلم القادسية بالصعود للممتاز وحلم نجران بالبقاء وحلم النصراويين بعودة فرقة ماجد وبطولاتها وحلم الهلاليين بالوصول للعالمية التي تأتي خطوة التعاقد مع تيجانا (اذا ما تحققت) جزءا من الطريق اليها. نحن بارعون في التهوين والتجاهل وعدم التفاعل والتعليق وتضخيم الأخطاء، لكننا غالبا فاشلون في التفاعل الايجابي واحترام انجازات الآخر وتقدير جهوده. من حق الهلاليين أن يحلموا وأن يبذلوا كل ما يستطيعون في سبيل تحقيق احلامهم الكبيرة التي قد لا يستطيع غيرهم تحقيقها، والمنصف لن يتردد في احترام هذه الرؤية والخطوات المتخذة تجاهها، اما التوفيق فهو من عند الله سبحانه.