فيما بدا كتجربة (أدوات اختبار) أو (ترمومتر) لقياس درجة (عافية) خدماتها، بدأت وزارة الصحة تعميم ونشر استبانات تقويمية لبعض تلك الخدمات لعينة من المستفيدين من تلك الخدمات، وهدفت من خلالها إلى تشخيص خدماتها وكشف جوانب الاعتلال والقصور بها ومن ثم وضع علاج يضمن تحسين تلك الخدمات. وتحوي الاستبانة التي تعد الثانية في هذا المجال على الموقع الإلكتروني للوزارة أسئلة عن خدمات بعينها تقدمها المرافق الصحية أو بعض مكوناتها كما في "أقسام المستشفيات" التي خصصت الاستبانة لها فقط وتركزت أسئلة الأداة (الاستبانة) على تقييم خدمات أساسية مقدمة للمراجعين. قال الدكتور خالد مرغلاني ل"شمس" استهدفت الوزارة بهذا التقييم متصفحي الإنترنت كخطوة ومرحلة أولى، وأضاف: "الوزارة كانت قد بدأت ببث استبانة أولى استمرت عشرة أيام وشارك فيها أكثر من 20 ألفا، ونظرا للنتائج الإيجابية التي حصلت عليها الوزارة فقد شجعنا ذلك على الاستمرار في تجربة الاستقصاء الإلكتروني.وأكد أن الوزارة عازمة على تقييم خدماتها بشكل أفضل، وهي تسعى حاليا لمعرفة الخلل من خلال آراء المستخدمين. وأضاف: "لا يمكن لنا معرفة كل الأخطاء ومناطق الضعف في المرافق الصحية دونما أن يكون هناك أسلوب علمي لجمع المعلومات ودراستها وتحليلها بشكل أكثر وضوحا". وأضاف مرغلاني: "إن خطوة الاستقصاء تأتي بهدف التمهيد لتحويلها إلى استفتاء ورقي يوزع في جميع أنحاء السعودية، لتعزيز هدف الوزارة المعلن وهو تقديم جودة أعلى في خدماتها الصحية وحصولها على رضا المريض، ومعرفة أماكن القصور والأخطاء التي ترتكب في المستشفيات والعيادات في كافة مناطق السعودية".وبسؤال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة عن إذا ما كانت الأسئلة المطروحة في الاستبانة الإلكترونية غير كافية وإذا ما كانت ستحول إلى الاستبانات الورقية قال: "نعم هي غير كافية بيد أنها تعطي مؤشرات مهمة وتكوّن لدى صانعي القرار في الوزارة تصورا عاما عما يقدم من خدمات في الواقع؛ وهذا ما يجعلنا نهتم بالتحوّل إلى الاستبانات الورقية، حيث ستوزع في جميع أنحاء السعودية". ويضيف مرغلاني: "نتوقع أن تصل إلى فئة عريضة من المواطنين (التقني وغير التقني)، أي من يتعاملون مع الحاسبات والإنترنت ومن لا يتعاملون". وعلمت "شمس" أنه يتم حاليا البحث في آلية وصول واسترجاع الاستبانات الورقية من المواطنين الذين سيشاركون في ملئها خاصة في المناطق البعيدة، حيث أبدى بعض المتحمسين للفكرة تشككهم في جدوى إيجاد حيّز صندوق بالمرافق الصحية يتم وضع الاستبانات فيه بعد ملئها من المواطنين ومن ثم يتم إعادتها وإرسالها إلى وزارة الصحة.