من خلال متابعتي لما ينشر من مقالات في هذه الصحيفة الغراء، التي تطرقت إلى الطباع والصفات السيئة الموجودة عند بعض الناس، وهي تغير طباعهم وتبدل صفاتهم عند حصولهم على منصب أو درجة علمية معينة مثل الدكتوراه. وتلحظ أنه بعد المنصب أو الترقية، أصبح غير الذي كان يتميز بالتواضع ودماثة الأخلاق والطيبة وروعة التعامل في الماضي، وتتفاجأ بأنه بدأ يتسم بالغرور والكبر والتغطرس؛ وذلك لإحساسه بأنه أصبح شخصا مهما، ولا بد أن يغير طباعه مع من عرفوه في السابق، وكذلك شعوره بالفوقية، وضرورة أن يضع له الجميع مكانة وتقديرا خاصا. ومثل هذه المشاهد موجودة بالفعل لدى البعض، وهم بهذه التصرفات قد لا يدركون أن مكانتهم أمام الناس اهتزت، في حين كانوا يحظون بقدر كبير من الاحترام قبل أن تتبدل أحوالهم وطباعهم. إنني أصاب بالحيرة والاستغراب فعلا حينما أتساءل في قرارة نفسي عن السبب الرئيس الذي قاد هؤلاء إلى مثل هذه التصرفات؟.. فالمال والمنصب والدرجة العلمية تزول كلها وتفنى، ولا يبقى إلا العمل الصالح والسيرة العطرة، فالمتواضع يحبه الله سبحانه وتعالى وعباده من بعده، عكس المتكبر. ثم أقول لهؤلاء: لماذا الغرور؟ أليس الناس سواسية؟ ومن هنا أوصي نفسي والجميع بأن نعامل الجميع بكل تواضع وحب وتقدير واحترام، لنكسب رضا الخالق عز وجل أولا، ثم تقدير واحترام الناس.