رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحفل الخطابي والفني، الذي أقيم في القاعة المغلقة في الجنادرية، مع انطلاقة فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته ال24. حماية الهويّة بدأ الحفل بكلمة للحرس الوطني ألقاها الفريق أول ركن الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان، أكد فيها أن المهرجان أصبح أحد معالم نهضة البلاد. وأشار إلى حرص خادم الحرمين الشريفين منذ زمن على إقامته، تأصيلا للتراث وإحياء للثقافة ودعما للإبداع. وأوضح أن المهرجان قام بدوره في تأكيد هوية وأصالة البلاد والمحافظة عليها. كما أكد سعي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتحقيق التقارب والتسامح والتعايش بين الشعوب، مشيرا إلى دعوته للحوار بين أصحاب الديانات. وأشار الأمير متعب بن عبدالله إلى الأحوال التي سادت العالم العربي بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال: “إن كلمة خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر الكويت الاقتصادي، جددت الآمال، وأضفت على الاجتماع روح المصالحة، وأغاثت الأخ المحتاج، بتبرع سخي”، مستشهدا بقول خادم الحرمين الشريفين: “إن قطرة واحدة من الدم الفلسطيني أغلى من كنوز الأرض وما احتوت عليه”. ورأى الأمير متعب بن عبدالله أن مشاركة الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي، دليل على النسيج الثقافي والتراثي الواحد. واعتبر أن مشاركة المثقفين والمفكرين والمبدعين العرب والمسلمين والأجانب، جعلت المهرجان بيتا مفتوحا للفكر والثقافة، وملتقى عالميا للإبداع والمبدعين. وقال إن المهرجان اختار في هذه الدورة موضوع “حوار الثقافات” ليكون الموضوع الرئيسي للبرنامج الثقافي، وتمت دعوة العديد من المختصين من مختلف دول العالم للمشاركة في هذا الموضوع المهم. تكريم الخويطر وأشار الأمير متعب بن عبدالله إلى أن المهرجان يواصل تكريم الشخصيات الثقافية السعودية، وأنه يكرّم في هذه الدورة الدكتور عبدالعزيز الخويطر، لإسهاماته الفكرية والثقافية والإدارية وخدمته لوطنه طوال ما يناهز 50 عاما. عقب ذلك قام خادم الحرمين الشريفين بتكريم الشخصية السعودية الثقافية لهذا العام، وهو الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وذلك بتقليده وشاح الملك عبدالعزيز. ضيف الشرف من جهته، قال ألكسندر سوكلوف وزير الثقافة والمواصلات العام في روسيا الاتحادية إنها المرة الأولى التي يتم فيها عرض الثقافة والفنون الروسية على نطاق واسع في السعودية. وتمنى أن تلقى مشاركة بلاده إقبالا من الجمهور السعودي. وأضاف أن حرفيين وفنانين من 12 إقليما روسيا، سيشاركون في المهرجان. وأعرب عن أمله في أن تعطي هذه الزيارة للفنانين والمثقفين الروس دافعا جديدا لتطوير العلاقات السعودية الروسية. بيت القصيد بعد ذلك ألقى الشاعر عبدالله بن خميس قصيدة جاء فيها: يا خادم الحرمين اليوم موقعنا فوق النجوم ولو ضلوا ولو كادوا وجَّهت نهضتنا في كل معتركٍ وقد تنوّره غور وأنجاد بوأتنا نُزُلا قد ظل يجحده مستكبرون وأشرار وحسَّاد أقمت مجدا على مجد توارثَه آباؤك الصِّيدُ مَنْ للدِّين أجْنادُ وفي نهاية الاحتفال قدم الأوبريت الغنائي (وطن الشموس) الذي صاغه الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، ولحنه الدكتور عبدالرب إدريس، وشارك فيه الفنانون محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وعباس إبراهيم، بمشاركة الممثلين راشد الشمراني وحسن عسيري.