بعد يوم من نجاح العملية الجراحية التي أجريت لفصل التوأم السيامي المصري محمود وحسن، وظهور نتائج مطمئنة عن حالتيهما الصحية، توفرت لوالدهما محمد أحمد الفرصة ليتحدث عن تفاصيل الحالة والمحطات التي توقفت الأسرة عندها منذ مجيء التوأم إلى الحياة، وحتى إجراء العملية التي تكللت بالنجاح وانتقل الطفلان بعدها إلى سريرين مستقلين بعد تسعة أشهر من اشتراكهما في كل شيء، حتى بالجسد. وقال محمد، والد التوأمين في حديثه إلى “شمس”: إنه تزوج امرأته قبل نحو ثلاثة أعوام، ورزقا بأول مولود وهو حسين، وكان سليما معافى، ثم حملت زوجته مرة أخرى ولم يعلم الزوجان بأمر التوأم، إذ لم يجريا كشفا لمعرفة جنس الجنين، كذلك لم تكن زيارات زوجته للطبيب منتظمة، وعلى هذا الأساس لم يعلما بوجود التوأم إلا بعد الولادة. ومن هنا بدأت المعاناة، كما يصفها والد الطفلين، حيث ظهر أن التوأمين ملتصقان؛ ما يعني وجوب توفير عناية طبية متقدمة لهما. وأوضح محمد، أن صعوبة الظروف وقلة الإمكانات جعلته وزوجته يعيشان هما وجهدا مستمرين، حيث كانت حالة الطفلين تتطلب بقاءهما في المستشفى على مدى سبعة أشهر بعد ولادتهما، مشيرا إلى أن مسكنه يبعد مسافة 650 كلم عن مستشفى أبوالريش في القاهرة، وكان مع زوجته يزوران الطفلين مرة في الشهر. وعن بدء تفكيرهما في إجراء عملية لفصل توأميهما، قال محمد: إن أحد أقاربه أخبره بأن (السعودية) تتبنى فصل التوأمين السياميين، وأنها سبق أن أجرت عمليات من هذا النوع لكثير من التوأم، وذكر له هذا القريب أن الشخص المسؤول عن عمليات التوأم هو طبيب اسمه عبدالله الربيعة. ويواصل محمد رواية القصة بقوله: “بحثت في الإنترنت عن عبدالله الربيعة ووجدت أنه يعمل في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، فاتصلت بالمستشفى وحصلت على البريد الإلكتروني للدكتور الربيعة منهم، ثم أرسلت إليه التقارير الطبية والصور الفوتوغرافية لمحمود وحسن، التي توضح موقع التصاقهما وتعطي فكرة عن حالتهما العامة”. ثم بعد فترة انتظار جاء الرد من (المنسق) في مستشفى الحرس الوطني، الذي أبلغه بأن الموافقة الملكية قد صدرت لنقل التوأم محمود وحسن إلى الرياض وإجراء عملية الفصل على حساب الحكومة السعودية. وتابع: “تم تخليص الإجراءات الخاصة برحلتي العلاجية عن طريق السفارة السعودية في مصر، وقد تكفل خادم الحرمين الشريفين بكامل المصاريف وجئنا السعودية وتم الفصل والحمد لله”. وعن شعورهما أثناء وبعد نجاح العملية، قال الأب: “شعورنا لا يوصف وقد عشنا خلال عملية الفصل التي استغرقت 15 ساعة لحظات عصيبة، وبعد أن تمت عملية الفصل كانت الفرحة تغمرنا وكأننا في حلم، وحمدنا الله كثيرا وبشرت أبي وأمي وجميع أقاربي الذين كانوا يتابعون الحدث أولا بأول”. وعن حالة الطفلين الآن قال محمد: “حالتهما مستقرة وفي تحسن والزيارة مفتوحة لنا، ونحن نزورهما في أي وقت وحالتهما بشكل عام تبشر بالخير”. واختتم محمد حديثه بتوجيه الشكر لخادم الحرمين الشريفين، ولطاقم الجراحة والعمليات في مستشفى الحرس الوطني، ولجميع الممرضين والممرضات وكل من أسهم في إجراء العملية وإنجاحها.