حتى وإن وثق (الاتحاديون) بعمل كالديرون الفني أثناء المباريات فإن العناصر المُحترفة والأسماء الموجودة بأكملها تمر بأزمة (مُفاضلة إدارية وشرفية!)، وفجوة كبيرة تتعلّق بُجزئية التقدير حينا والتمييز في الحقوق أحيانا عديدة.. وجميعها تختلف من لاعب إلى آخر حسب أهميته في الفريق ومكانته لدى الجماهير التي تهتف باسمه كنجم وتُطالبه بتقديم ما يشفع له ليبقى أساسيا في التشكيلة يحظى بالدلال المادي والمعنوي.. بل وحتى الإعلامي أيضا! وهذه المتناقضات في العلاقة والتعامل والحظوة هي (القشّة) التي قصمت صدارة (الفريق) وأقصته من الانفراد بالصدارة مُبكرا؛ بسبب تفشّي ظاهرة (الشكوك لدرجة اليقين) بين اللاعبين وبأنهم ضحايا التفرقة المُعلنة بين نجم وآخر، حتى في عملية التواجد في (المعسكرات)، وهذه النقطة بالذات تُسأل عنها الإدارة التي أخرجت بيانا متأخرا تؤكد فيه أن أحد اللاعبين اللي على راسهم ريشة خرج من المعسكر بعد أن نفت بعض المصادر في النادي هذا الأمر، إلاّ أن الأخبار الصحفية كانت أقوى من سالفة ضعف تطبيق الأنظمة داخل مُنشأة رياضية تُنافس على البطولات والإنجازات.. لا تُشارك (كغيرها!) وتكتفي بتسجيل حضور وانصراف فقط! وطالما التجديد الإداري قادم لا محالة وأن هُناك إدارة مُرشحة تنوي استلام زمام الأمور بالانتخاب أو التزكية فهذه بالتأكيد أول خيوط النور لنادي الوطن، ومن الجميل أيضا: أن يعم هذا التجديد بعض الأسماء والعناصر الفنية في الفريق الأول والتي أكل عليها الزمن وشرب وما عادت قادرة على (الحراك الفني) سوى بالتصاريح وإطلاق التحديات عبر مايكات المُراسلين للقنوات الفضائية المختلفة! بل إن وجودها في النادي ليس إلاّ عبثا فنيا إقناعيا لا يرتكز على فكر ثقافي احترافي مُحترم.. بقدر ما هو مصّ وتصريف لموارد النادي الاستثمارية.. هذه الأخيرة التي تحتاج إلى إدارة حكيمة تستقطب كوادر شابة ومؤهلة من أبناء النادي أو من الأندية الأخرى.. لا يهم.. شريطة أن تكون هذه القدرات الواعدة بعيدة كُل البُعد عن عقليات العُقد والمصالح وأزمة النجومية الفارغة وملكية المراكز التي نكبت نتائج الفريق ودهورت مشواره في البطولات منذ موسمين مضيا وهو ينافس، لكنه يعجز عن الذهب ببركة ثقافة: أعطوني حقوقي.. المُتفشية في الفريق! فأن تصرف الإدارة أموالها وعوائدها الاستثمارية بحكمة ووعي في نهج احترافي سليم كهذا، خيرُ ألف مرة من تضييعه في عقد لاعب واحد.. هو رأس المصائب والمُحرك الأساسي للهزائم والخيبات في الفريق! أو لنقل مجموعة لاعبين قُدامى انتهت صلاحيتهم السنيّة في عالم كرة القدم الحديثة وبات مكانهم الطبيعي الملاعب الترابية التي يأخذهم الحنين لها بين الحين والآخر حتى في زمن الملايين التي يتقاضونها دون أيّ مردود يُذكر! كارثة حقيقية في نادي الاتحاد تجلب الضجر والكآبة لكل محبيه وعشاقه، تقول: “إذا غاب لاعب (مُحدد ومعروف!) لأي سببٍ كان ضاع الفريق بأكمله فنيا!”.. ومنعا لانتشار هذه المفاهيم وإيقافا لمهازل كهذه وجب على شرفيي ورجالات النادي التدخل وإخراجه من هذا المأزق الخطير والأفق الضيّق.. فالكيان هو من يصنع النجوم وعلى هؤلاء اللاعبين النجوم احترام هذا الكيان وتقدير جماهيره لا مساومته والمُزايدة عليه! وصدق من قال: من دليله (غراب) ساقه للجيف (!!!).. إلى اللقاء.