النصر شهد هذا الموسم عدة تغييرات كانت بمثابة تفعيل مرحلة جديدة لخطوات مستقبلية نحو تعزيز صفوف الفريق؛ ما سيُسهل في القريب العاجل مهمة انتشاله مما كان يمر به من أزمات؛ لتكون بمثابة النقلة النوعية التي تطمح إليها الجماهير في تحقيق أفضل النتائج ضمن الدوري السعودي والبطولات المختلفة. ورغم كون النصر حصد إعجاب الكثيرين في الوسط الرياضي، من خلال مستواه المتصاعد، واختياره الجيد للمحترفين الأجانب، إلا أنني أعتبر هذه الخطوات لا تزال متعثرة؛ فلا يزال النصر بعيدا عن المنافسة على الدوري السعودي، الذي يعتبر الامتحان الحقيقي لقدرات أي فريق؛ لأنه يختلف عن بطولات خروج المغلوب، بل يحتاج إلى نَفَس طويل وإرادة قوية للوصول إلى خط النهاية دون أن يسقط أو يترنح. الأمر الآخر الذي يفتقده النصر: لا يزال اللاعب الذي يصنع الفرق مجهولا في النصر، فكلهم في النصر سواء، بخلاف الأندية الأخرى التي تمتلك أكثر من لاعب يمكن أن يصنع الفرق، وأن يغيّر النتيجة في أي وقت من أوقات المباراة. صحيح أن النصر هذا الموسم تعاقد مع عدد من النجوم المميزين، محليا وخارجيا، ووصل إلى نهائي كأس الأمير فيصل، وخسر في نصف نهائي كأس ولي العهد، واتضح عزم الفريق على العودة مجددا للمنافسة، ولكن كل هذا لا يعني شيئا طالما الفريق يغرد خارج السرب وحيدا في المنافسة على لقب الدوري. كما أن المشكلة الإدارية لا تزال قائمة في النصر، والمتمثلة في عدم قدرة الإدارة حتى الآن على تهيئة اللاعبين نفسيا قبل المواجهات الكبيرة، بطريقة تكفل دخول اللاعبين للمباريات بثقة كبيرة؛ ما انعكس على جماهير الفريق التي تحتاج إلى أن تثق بفريقها أكثر في الفترة المقبلة. هناك عمل كبير في النصر، وهناك تحركات إيجابية لا شك، ولكن يبقى المقياس الحقيقي لعودة النصر للمنافسة من جديد مرهونا بالمنافسة فعليا على لقب دوري المحترفين السعودي، وهذا لن يحصل إلا إذا توافرت المقومات التي تكفل ذلك التنافس. *بوسيرو على حق قائمة ال35 التي اختارها بوسيرو للدخول للمعسكر الإعدادي لمواجهة إيران ضمن تصفيات قارة آسيا اعتمدت برأيي على خلفيته السابقة للدوري السعودي، خصوصا مع دخول الشلهوب والمحياني والسلطان وغيرهم. وأعتقد أن هذه خطوة ذكية من المدرب الذي غاب عن الكرة السعودية لمدة عامين، ويحتاج إلى أن يشاهد جميع اللاعبين الذين يعرف مستواهم على أرض الواقع، وأن يختار التشكيلة المناسبة من خلال رؤيته الفنية، وليس اعتمادا على القائمة الأخيرة التي لعبت أمام كوريا الشمالية.