الميسر هو لعﺐ ﺃو رهان غير مشروع يشترط فيه الفائز ﺃن يأخذ شيئا من المهزوم، ولا يوجد هناك فرق في ﺃن تكون ﺃدوات اللعﺐ (الأنصاب والأزلام) التي كانت في الجاهلية، ﺃو الورق والطاولة والبرسيس وغيرها من الأنواع والأسماء المعروفة حاليا؛ فكل ذلك ميسر، وهو من العادات السيئة والضارة، ويشكل ضررا وخطورة على الإنسان لأنه يتلف المال ويفسد الأفكار، ويشتت العقول ويهدم الصحة، ويضيع المروءة، ويقتل الأخلاق، لذلك يجﺐ الابتعاد عن ﺃي شكل من ﺃشكاله امتثالا لقول اﷲ تعالى في محكم تنزيله: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه). (الإسراء: ) 95-93. وﺃنواع الميسر عديدة، وطرقه كثيرة، وﺃكثرها شرا (اليانصيﺐ)؛ لأنه يسهل للنفس الأمارة بالسوء الإقدام عليه والاشتراك فيه، ويظنه البعض ويروج له بأنه من ﺃعمال الخير، وما هو في حقيقة الأمر إلا شر وإثم عظيم، ويسمونه بغير اسمه ليخدعوا البسطاء بزخرف القول ومعسول الكلام، واليانصيﺐ الخيري في حقيقة الأمر ما هو إلا الميسر بعينه، وآثاره مدمرة؛ فكم من غني به افتقر، وعزيز ذل، وكم من بيوت عامرة خربت وﺃموال ضاعت، هذا فضلا عما يحدث بين المقامرين من حسد وعداوات وخصومات. فعلى العاقل ﺃن يتمثل ﺃمر ربه ويجتنﺐ الميسر، ويسعى في طلﺐ الغنى عبر ﺃبوابه المشروعة كالتجارة والصناعة؛ فميادين العمل واسعة لأصحاب الهمم العالية، والنفوس الأبية الذين ينفعون بلادهم وﺃمتهم وينتفعون لأنفسهم وﺃهليهم.