لم تكن موجة الغبار التي دهمت مدن المنطقة الشرقية خلال الأسبوع الماضي، شرا محضا، بل وجد بها آخرون فائدة عظمى، ﺃدرت عليهم مزيدامنالأرباحغيرالمتوقعة، ما يؤكد المثل المتداول (مصائﺐ قوم عند قوم فوائد) فمن هم المستفيدون من موجة الغبار، ومن هم الذين يدعون لتكرار زيارتها من حين إلى آخر؟ هؤلاء هم ﺃصحاب مغاسل السيارات. والذين يعينهم الغبار على كسﺐ زبائن ﺃكثر، حيث تقف عواصف التراب في صفهم وتنتعش ﺃعمالهم انتعاشا كبيرا كلما تدنى مدى الرؤية الأفقية بسبﺐ الأتربة. وفي جولة قصيرة حول مغاسل سيارات في الشرقية، كانت صفوف الانتظار هي الملمح المتكرر بينها، حيث تعمل المغاسل نحو 18 ساعة في اليوم، من ﺃجل تغطية الطلﺐ على غسيل السيارات التي غطاها الغبار. ومنضمنمنالتقيناهممن الزبائنكانياسرالغامديالذي وصف نفسه في ﺃول حديثه بأنه "مهووس في ﺃن تكون سيارته نظيفة على الدوام". وﺃشار إلى ﺃنه في فترة الغبار هذهاضطرلغسلسيارتهخمس مرات خلال يومين فقط. مشيرا إلى ﺃن موجة الغبار لا يمكن التنبؤ بها؛ فعندما تتوقع ﺃنها مغادرة تجدها تلتف وتعود ثانية. فيما ﺃوضح طلال العبداﷲ ﺃنه غسل سيارته في المرة الأولى لدى مغسلة وبعودة الغبار بعد ساعات قرر غسلها بنفسه بعد انقشاع الموجة، ثم بعودة الغبار مرة ثالثة قرر تركها حتى تبتعد الموجة عن سماء المدينة. ويقول نجيﺐ الرحمن وهو مقيميديرمغسلةفيالجبيل إننسبةالزيادةفيالسيارات المغسولة عبر مغسلتهم بلغت 300 في المئة. وقال إن مغسلته سجلت الخميس الماضي رقما قياسيا في عدد السيارات المغسولة بلغ 300 سيارة وهذا الرقم بحسﺐ نجيﺐ الرحمن لم تصل إليه المغسلة في تاريخها. وﺃوضح ﺃنه اضطر بالتشاور مع كفيله إلى استئجار عشر عمال آخرين لمدة ﺃسبوع للمساعدة في الغسيل، مؤكدا ﺃن موسمهم كمغاسل محصور في ثلاثة ﺃوقات: الأعياد، وبعد نزول المطر، وبعد موجات الغبار.