تذكّر نعم الله المتعددة عليك في جسدك وما سخّره لك الله تعالى من المخلوقات والأرزاق في هذا الكون الفسيح، وتذكّر وأنت تنظر في المرآة أن الله تعالى أحسن الخالقين هو الذي خلقك وصوّرك في أحسن تقويم، واذكر وأنت تأكل طعامك أو تشرب شرابك أن الله تعالى هو الذي رزقك الطعام والشراب من غير حول منك ولا قوة، واذكر وأنت تتفكر كيف يعمل جسدك الذي خلقه تعالى في أحسن صورة وجعل أعضاءك كلها تعمل بشكل دقيق لا تدري كيفيته، وتذكّر أن الجالس على الأرض لا يسقط والناس لا ترمي بحجر إلا الشجرة المثمرة، واذكر أن السفهاء سبّوا الخالق عزّ وجلّ وآذوا رسله واتهموهم بالجنون والكذب وشتى الأوصاف، فمن تكون أنت أيها الإنسان حتى تسلم من نقد الناس ضعفاء النفوس السفهاء؟ فليس عليك مما يقوله الناس عنك فاصمد أمام كلام هؤلاء واذكر أن نقد الناس لك يكون على قدر وزنك، وأنت لن تستطيع أن تغيّر نفوس البشر الضعيفة فاتركهم وأعرض عنهم واصفح ولا تكن في ضيق مما يقولون، اترك المستقبل ولا تستبق الأحداث ولا تشغل نفسك بالتوقع للمستقبل في كل صغيرة وكبيرة، لا بأس ان يحسن المرء التخطيط لكن لا ينشغل بالكليّة عن حاضره، لكن إعطاء الذهن مساحة واسعة للتفكير في المستقبل وفتح باب الغيب ممقوت شرعا لأنه طول أمد ومذموم عقلا، خذ كل يوم بيومه فلا أحد منا يدري أيعيش ليرى الغد، فما الفائدة من انشغالك بالغد وأنت تهمل يومك الذي أنت فيه؟ احرص على تقسيم ساعات يومك وأوقاته بحيث تستفيد منه الفائدة التامة، وتذكّر أن لا أحد منا يعلم متى يحين الأجل والمؤمن يحرص دائما على الأعمال الصالحة والعبادة الخالصة في كل أفعاله وأقواله حتى في عمله لأن العمل عبادة.