* لسنا بمنأى عن هذا العالم.. ولا بما يحدث فيه.. لكننا كغيرنا ممن يعيشون في هذا الكون.. نتأثر بكل قضاياه.. وحروبه.. وكوارثه.. بل تصل بنا الأمور إلى أن أصداء وتوابع فيضانات الأمطار الموسمية في مزارع الأرز في الهند تنعكس على أسواق ومجالس مدن المملكة.. وقراها.. وبالتالي.. فيجب علينا ألا نستغرب.. أو نستنكف.. سلوكا.. أو ثقافة.. تجتاح مجتمعنا.. الذي لا يزال هناك من يعتبره مجتمعا محصنا.. مصفحا.. لا يخترق!! • لقد عشنا هذا الوهم.. وهذا الخيال.. سنوات طويلة.. كنا نعتبر أننا مجتمع ملائكي.. فارتهنا لثقة مفرطة بكل ما حولنا.. بدءا بمحيط الأسرة الصغيرة.. والحي.. والجامعة.. وانتهاء بالمجتمع بأكمله.. لنصحو فجأة وقد أحكمت المخدرات قبضتها على شباب المجتمع.. وأصبحت تباع في الميادين والشوارع.. وأروقة المدارس.. ليتم الاستنفار بين الحكومة والمجتمع.. فتسن القوانين.. وتشرع الأحكام.. ويعاد ترتيب المنافذ.. وتتم توعية الناس.. ويحتوى من تورط منهم بالعلاج.. والصياغة.. ولحقنا ما يمكن اللحاق به.. * وتمر حقبة من الزمن.. لنجد الإرهاب قد تمكن منا.. وتأصل في بيوتنا.. فغدرنا.. وطعنا.. من أقرب الناس منا.. ودفعت البلاد ما دفعت من خيرة رجالها.. من رجال الأمن ومن الشباب (المتورط).. ناهيك عن فترة عصيبة من الرعب والدمار.. إلى أن استتبت الأمور.. وعاد الأمن إلى حيث كان.. • إن ثمن كل ذلك.. تمثل في مرحلة استرخاء.. غفونا خلالها.. إن لم يكن أغلبنا قد نام.. وتعب من النوم.. فعاد ونام.. • إن هذا العالم الذي نعيش فيه.. لم يعد فيه مجال للاسترخاء الساذج.. والثقة المفرطة.. بكل من حولنا..