يعكس تخريب الممتلكات العامة، ثقافة شعبية تحتاج إلى كثير من القرارات الاجتماعية الجذرية لوقف هذا السلوك، ودفعه نحو الجانب الإيجابي. وفي الشرقية التي تحتل موقعا متقدما من حيث عدد الشباب والمراهقين من إجمالي سكان المنطقة، أدّت هذه الحالة من التخريب المستمر إلى استصدار قرارات من قبل أعلى المستويات في المنطقة، لكنها لم تؤدِ إلى ما كان ينتظر؛ فالأمر يحتاج إلى تغيير في مفهوم المواطنة، لا إلى قرارات رسمية لا تزال تستند إلى التخويف والتجريم. ومن أبرز عمليات التخريب التي طالت أملاكا عاما في المنطقة، ما جرى لقصر محيرس بمدينة المبرزبالأحساء. وهذا القصر رغم أنه لا يعكس امتدادا تاريخيا عريقا؛ فهو لم يبن إلا بعد عام 1913 بعد ضم الأحساء ل(السعودية)، إلا أنه على أي حال، قد يعتبر لوحة معمارية يؤدي الحفاظ عليها إلى حماية التنوع الثقافي والتاريخي في الأحساء، لكن مراهقي المنطقة، أبوا إلا تخريبه بالكتابات والذكريات، حيث اتخذوا من حائطه سبورة ضخمة لترك أثرهم الخاص. وفيما يتعلق بهذا القصر الحكومي، فإن الكتابات ليست وحدها ما يشوهه، بل إن الانهيارات التي أصابت أجزاء منه، جعلته شبيها بالمنازل السكنية المهملة في الأحساء القديمة، ويتضح من خلال حالته الراهنة، أنه سيحتاج إلى الكثير لترميمه، ليس من أجل إظهاره بشكل حسن، بل على الأقل لإخفاء التخريبات الواقعة فيه والتي تشوه المظهر العام للمبرّز. وحول موقف أمانة المنطقة الشرقية، التي يفترض أن تكون مسؤولة لا عن حماية المباني القديمة، ولكن حماية المظهر العام لمدن المنطقة، بإزالة التشوهات التي تسيء إلى مظهر المدينة، ولو احتاج ذلك إلى إزالة المبنى بكامله واستغلال موقعه في أي شأن جمالي آخر، يقول حسين البلوشي الناطق الإعلامي فيها إن "توجيهات أمير المنطقة تقضي بالقبض على كل من يعبث بممتلكات الدولة ومحاسبتهم". وأشار إلى أن الأمانة "بما لديها من جزاءات وغرامات تعمل على وقف التخريبات". وقال إن "فرع وزارة الشؤون الإسلامية يساند الأمانة، حيث أبلغ أئمة المساجد والخطباء أن (يعظوا) المصلين عن العبث بممتلكات الدولة"، كما أشار إلى تعاون إدارة التربية والتعليم من خلال "زيادة حجم الوعي لدى الطلاب بأهمية تلك المواقع والحرص على سلامتها".