في سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، فشلت مسنة تبلغ من العمر 68 عاما في الحصول على رخصة قيادة رغم إجرائها الامتحان المطلوب 771 مرة. ورغم حاجة (شا)، وهذا هو اسم المرأة، الماسة إلى الحصول على الرخصة، (تعمل بائعة متجولة وتشعر الآن بأنها في مسيس الحاجة إلى سيارة للقيام بهذا العمل)، إلا أن أحدا في كوريا كلها لم تأخذه بها رأفة ولا رحمة، ولم يتقدم أحدهم للتوسط، أو يتبرع بإيصال الرخصة إلى بيتها وهي تضع رجلا على رجل دون أن تخضع لأي من هذه الامتحانات (اللي ما فيها لعب) كما يحدث عندنا. ولا يمكن إلا احترام الكوريين على موقفهم غير الرحيم هذا الإنساني في الآن نفسه إذ تقتضي الرحمة أيضا ألا يمنح رخصة قيادة أدوات القتل الفتاكة والسريعة هذه (السيارات) إلا من يستحق عن جدارة. ويبدو أن السيدة (شا)، أو أيا من العاملين في إدارة الرخص الكورية، سيصاب بجلطة في الدماغ حينما يكتشف أعداد البنغالة والآسيويين الذين يجلسون بثقة تامة خلف مقاود سيارات للمرة الأولى في حياتهم في شوارعنا للأسف بعد حصولهم على رخص قيادة خلال أسبوع واحد فقط يدفعون خلاله رسوما محددة تزيد عن ال771 ريالا بقليل. كثيرا ما تتحدث إدارة المرور في حملاتها، ومعها كل الحق، عن دور السائق، في التقليل من نسبة الحوادث.. لكن الجهات التي تمنح الرخص لكل من هب ودب لها دور مهم هي الأخرى.