منذ ما يقارب الثلاثة مواسم، والنصر يحاول العودة إلى مكانته، ومن سوء حظ هذا الفريق الكبير، أنه لم يثبت على مدرب لموسم واحد، وسبب هذا التغيير يختلف من مدرب لآخر، ولا أود أن أدخل في نقاش هذه المشكلة، لأنها حلت بعد التعاقد مع مدرب له سجل تدريبي معروف، ولكني سأتناول بعض النقاط المهمة، التي كانت وما زالت من معوقات عودة النصر.. في النصر مجموعة من اللاعبين، أصبح الرهان عليهم مجرد مضيعة للوقت، ومن حسن حظ هؤلاء وسوء حظ النصر وجماهيره أن هؤلاء اللاعبين استفادوا من تغيير المدربين باستهلاك الكثير من فرص التجريب، بالرغم من أن الأيام والليالي جربتهم، وكانت النتائج مخيبة.. خلال الفترة التي تولى فيها مدرب شباب النصر السيد إدجار بريرا، أوقف عملية هدر الوقت في تجريب المُجرب، ووضع ثقته في اللاعبين الشبان، واتضح أن الرجل كسب الرهان، بالرغم من الضغوط التي مورست عليه، لوقف هذا التغيير الحتمي، تحت ذرائع غير مقنعة، منها أن اللاعبين الصغار قد يحترقون، ومنها أن الفريق قد يتعرض لنكسات وكأنه مع اللاعبين الذين توقف عطاؤهم عند آخر أبعاد الخيبة، كان فرس رهان!! النصر وقع مع المدرب إدجار دو بوزا، وهو مدرب يحمل سجلا تدريبي مشعا، وله فلسفة تدريبية تعتمد على اللاعبين الشباب؛ لذا على صانع القرار أن يكون عونا له في تطبيق فلسفته، وفي تجديد هيكل الفريق. خصوصا أن وضع الفريق من حيث الخبرات أصبح يمثل بيئة مناسبة للدفع باللاعبين الصغار؛ فوجود إيدر والبحري والموينع وإلتون وحسام والكويكبي وربيع سيوفر مظلة أمان للاعبين الصغار لتقديم أنفسهم كمخلصين للنصر من متاعبه المتطاولة. إن عاد النصر لتجريب لاعبيه الذين توقف عطاؤهم فهذا لا يعني إلا أن هناك من يسعى لخلط أوراق اللعبة، لفرض قناعاته على مسيرة الفريق التي أثبتت الأيام أن هذه القناعات لم تكن منطقية؛ فالنصر هو أكثر الأندية الذي يشح على لاعبيه الصغار بالفرصة، وهو أكثر الأندية تسامحا مع لاعبيه الذين لم ولن يقدموا له ما يرضي جماهيره؛ لذا يجب على إدارة النصر أن تكون صادقة مع المدرب الجديد، وأن تشرح له كل أبعاد صورة الماضي الرمادي عن اللاعبين غير المقنعين بدلا من تردد العبارة المميتة (خلوا المدرب يشوفهم)؛ فهذه العبارة المراوغة لا تعني إلا مد الفرص المعيقة أمام عودة النصر.