لا أذكر أني حضرت مؤتمرا.. ولا مناسبة.. ولا احتفالا.. على مستوى التنظيم الحكومي.. أو القطاع الخاص ومنذ عقود ماضية من الزمن.. إلا وألمس واحدة من أعقد المشكلات.. وأهمها.. أرقا.. وقلقا.. وفوضوية.. وتظل الشغل الشاغل.. لرجالات المراسم.. والبروتوكول.. والتنظيم. • إنها قضية المقاعد الخاصة بجلوس الضيوف.. والمدعوين.. والمرافقين.. والمتطفلين.. • وتظل مشكلة جلوس (الناس) بلا حل.. لأن هناك نوعية من (البشر) لا تحترم نظاما.. ولا تنظيما.. يجلسون أنفسهم في غير مجالسهم.. ويتصدرون مواقع أعدت لغيرهم.. • لدينا عقدة أزلية.. لا يمكن لها أن تنفك.. أو تغادر ثقافتنا الاجتماعية التي يتصورها أولئك أنها ترتكز على الوجاهة.. والبهرجة.. وملاحقة المناسبات.. دون دعوة.. أو غيرها.. بل إن هؤلاء (المتطفلين) لا يكتفون بمجرد مزاحمة الآخرين في مواقعهم.. وأحاديثهم.. بل إنهم يزيحون حتى اللوحات الموضوعة على المقاعد ويرمون بها جانبا.. ويحتلون مواقع غيرهم في تصرف غير أخلاقي.. ولا حضاري.. • لن يكون هناك حل لهذه القضية قبل أن يختفي هؤلاء.. وقبل أن ينهج المنظمون سلوكا جديدا في التعامل مع المتطفلين عبر إعادتهم إلى حيث يفترض أن يكونوا.. ومعاقبتهم عبر نفس الفلسفة التي ينهجونها من خلال إحراجهم.. وإزاحتهم من مواقعهم.. أمام الجميع..