نعلم جميعا أن التدخين ضار بالصحة، وندرك أيضا أن ضرره أو خطورته لا تقتصر على المدخن وحده، وإنما تصل إلى المحيطين به من أقارب وأصدقاء، وقامت في عدد من مناطق السعودية عيادات لمكافحة التدخين، ومراكز تعنى بمساعدة كل راغب في الإقلاع عن هذه العادة، وساهمت هذه المراكز والعيادات بفاعلية في مساعدة عدد كبير من المدخنين للتوقف عن هذه العادة الفتاكة؛ فعلى سبيل المثال أذكر هنا أن عبداللّه بن صالح البليهي مدير مركز مكافحة التدخين في مستشفى الملك فهد التخصصي بمدينة بريدة أوضح أن عدد الذين راجعوا المركز خلال الأعوام ال20 الماضية بلغ 11063 مدخنا، ونسبة المقلعين وصلت إلى 43 في المئة، وأشار إلى أن الإقبال من قبل المدخنين على المركز يبث الحماس في نفوس منسوبيه لزيادة عملهم وتكثيف جهودهم من أجل تنقية جسم الإنسان؛ لأن التدخين أخطر من مرض السل والجذام والجدري مجتمعة، كما يقول الطب، وآثاره لا تظهر بين يوم وليلة بل تأخذ عملها داخل الجسم حتى تتغلغل فيه وتؤدي به إلى الموت، لا قدر، اللّه ناهيك عن حياة المدخن المليئة بالأسقام وإحساس العالم أجمع بخطره الذي يهدد الصحة، فقد تباينت الإجراءات الصارمة ضد المدخنين في أمريكا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا. وقد قرأت في إحدى الصحف، أن فريق البحث الأمريكي في جامعة أموري بولاية جورجيا توصل إلى أن عظام المدخنين تأخد وقتا أطول للالتحام عقب الكسر والإصابة عن غير المدخنين بسبب النيكوتين وأول أكسيد الكربون. وقرأت أيضا في إحدى صحفنا المحلية أن مسؤولا صحيا من الأممالمتحدة أعلن أن التدخين يقتل نصف مليون نسمة كل عام في الصين، وأنه أكبر سبب للوفاة هناك.