تعيش بلادنا وﷲ الحمد والمنة ﺃعلى درجات الثراء، وفائض الميزانية تجاوز مئات المليارات، وبرميل البترول في ارتفاع، وهذا من فضل اﷲ تعالى على هذه البلاد. ولكن المشكلة.. ﺃن ﺃفراد المجتمع يعيشون فقرا متزايدا، وغلاء في السلع. وحديثي هنا ليس عن الطبقة غير المتعلمة، ﺃو عن الشباب العاطل عن العمل، ﺃو عمن يسكن الأحياء الشعبية، ﺃو عن الأيتام والأرامل وﺃسر السجناء، ﺃو ذوي الدخل المحدود، وإنما الحديث عن شاب حصل على ﺃعلى الشهادات وتوظف في ﺃحسن الوظائف؛ فإنه لا يستطيع ﺃن يتزوج ولا يستطيع ﺃن يشتري سيارة، ولا يستطيع ﺃن يشتري ﺃرضا لبنيانها، بل لا يستطيع ﺃن يستأجر منزلا ويؤثثه إلا ﺃن يكون والده ثريا ﺃو بالصدقات والتبرعات، ﺃو بالقروض (التورق) البنكية المنهكة. والتي بات كثير من شبابنا ﺃسيرا لها؛ بسبﺐ اقتطاع قسط كبير من راتبه الشهري. والذي ﺃظنه ﺃن هذه المشكلة هي ﺃكبر مشكلة اجتماعية نعيشها في بلادنا، وﺃظن ﺃيضا ﺃنه يقترن معها في المرتبة: مشكلة العنوسة؛ فقد بلغ عدد الفتيات السعوديات اللواتي تجاوزن الرابعة والعشرين دون زواج مئات الآلاف. وﺃهم وسيلة في التغلﺐ على هاتين المعضلتين هو: (قرض حسن) من المال العام، من الدولة (وليس من الصدقات)؛ فيزيد القرض الذي يمنحه بنك التسليف لراغﺐ الزواج من خمس وﺃربعين ﺃلفا إلى مئتي ﺃلف ريال يستلمها الراغﺐ في الزواج على ثلاث دفعات على غرار صندوق التنمية العقاري، ولكن بعيدا عن التأخير، وطول الانتظار، والتعقيد الإداري، وشرط سقف راتﺐ المقترض وغيرها من الشروط، وسيطرة عقدة الاحتيال على ﺃصل نفع الأفراد. ويكون سدادها بالأقساط المريحة التي لا تتجاوز الخمسمئة ريال شهريا، وسيحقق هذا المشروع بإذن اﷲ تعالى نقلة كبرى للمجتمع، ويدفع تأخر زواج الشباب والفتيات، وسيشعر الشباب والفتيات وسائر المجتمع باهتمام المسؤولين بقضاياهم الأساسية ودفع الضر عنهم. وهذا الظن بهم. فهل سيقبل بنك ا لتسليف ووزارة المالية هذا المشروع؟ لأن القرض القائم ومقداره ثلاثون ﺃلفا، ﺃو خمسة وﺃربعون، لا يفي ولا يكفي؟ ! وباﷲ التوفيق. والحمد ﷲ رب العالمين.