قرﺃت في عدة مقالات تتطرق إلى المدح والثناء الزائد للمسؤولين ومديري الإدارات، وقد صدقوا فيما ذهبوا إليه من خلال تلك المقالات؛ فنحن نتضايق ونصاب بالضجر والملل عندما نقرﺃ مقالا لأحدهم وقد ملأه بالمدح الزائف والإشادة المبالغ فيها والتملق الزائد عن حده. والشيء نفسه يحدث عندما تقام بعض الحفلات، ونحن نتساءل ﺃين هذا الكلام؟ وهذا التمجيد قبل ﺃن يصل المسؤول إلى هذا المنصﺐ ﺃو بعد ﺃن يتركه؟ إنني حينما ﺃقرﺃ في الصحيفة تمجيدا غير واقعي ﺃو ﺃحضر حفلا ﺃو اجتماعا وﺃسمع مدحا زائفا لمسؤول يسقط من عيني ذلك الكاتﺐ ﺃو ذلك المادح؛ فالشكر والإشادة ﺃمر طبيعي لكل مسؤول مخلص، فمع ﺃنه يؤدي واجبا عليه إلا ﺃنه يستحق الثناء، ولكن الثناء الصادق والخالص والبعيد عن الكذب والرياء والمراء والنفاق. وكم ﺃتمنى لو ﺃن بعض المسؤولين يطلبون من هم تحت إدارتهم عدم التملق في الكلام الذي يفرحه هو ويضحك الآخرين، لأنه غير متزن وفيه الكثير من القول غير الصادق. كما ﺃهيﺐ بالكتّاب مراعاة الخالق عز وجل فيما تسطره ﺃقلامهم، وﺃن يكونوا واقعيين وصادقين في مقالاتهم وﺃلا تسيرهم مصالحهم الشخصية وﺃهواؤهم، فيما ينشر لهم من كتابات. فالقراء باتوا يدركون ما يقرؤون ويعرفون ويشعرون بما يرمون إليه ويستاؤون ممن يمدح من يخدمه من الإدارات ويندم وينتقد من لا يخدمه ويجامله.