كشفت دراسة ﺃجرتها معلمة ﺃحياء عن تسلل بكتيريا سامة منذ فترة إلى بعض مدارس البنات بجدة، مصدرها برادات مياه الشرب وقد تتسبﺐ في نزلات معوية للطالبات، وهو ما ﺃكدته كشوف التحاليل المخبرية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، التي ﺃوضحت ﺃن برادات مياه الشرب في المدارس تسببت في إيجاد ميكروب نادر لم يُعرف نوعه حتى بعد تحليله مجهريا؛ ما دعا وزارة التربية والتعليم الاثنين الماضي إلى إعلان تشكيل لجنة مكونة من مديرات الإشراف الطبي بإدارات التعليم في جميع المناطق؛ لأخذ عينات من برادات مياه الشرب في المدارس. وسبقلأملمختار(معلمةﺃحياءبالثانوية الخمسين للبنات بجدة)، ﺃن تقدمت بعينة من مياه برادات الشرب والفلاتر الخاصة بها من إحدى المدارس إلى الجامعة التي ﺃكدت بدورها ﺃن هناك نموا بكتيريا ﺃوجدته فلاتر المياه؛ ما يفرز مواد سامة تتسبﺐ في نزلات معوية حادة للطالبات. وتذكر مختار ﺃنها اهتمت بالأمر بعد ﺃن لاحظت ذات يوم تأخر عدد كبير من الطالبات عن الحصة بعد انتهاء الفسحة، كما لاحظت كثرة شكاواهن من آلام تنتابهن في منطقة البطن؛ الأمر الذي دعاها إلى بحث المشكلة التي ﺃدت إلى ذلك. وتشير ﺃمل إلى ﺃن المشكلة ظهرت منذ فترة ليست بالقصيرة وبعد تكرار محاولتها لمعرفة السبﺐ لهذه النزلات المعوية المتكررة للطالبات، ﺃخذت عينة من مياه البرادات وﺃرسلتها إلى ﺃعضاء هيئة التدريس بقسم الأحياء بجامعة الملك عبدالعزيز، فأخبرتها الجامعة بوجود بكتيريا سامة تنمو على الفلاتر وتتكون حولها، ويساعدها على نموها بشكل ﺃكبر وﺃسرع ﺃشعة الشمس، التي غالبا ما تتعرض لها برادات المياه؛ لكونها تتواجد في الساحات المكشوفة الخاصة بالمدارس، ومن هنا بدﺃت قصة اكتشاف الميكروب الجديد الذي عجزت مختبرات جامعة الملك عبدالعزيز عن معرفة نوعه – بحسﺐ ما ذكرته المعلمة ﺃمل – عندما ﺃخذت العينات من مادة خضراء ﺃشبه بالطحالﺐ إلى مختبرات قسم الأحياء في جامعة الملك عبدالعزيز، وتذكر ﺃمل ذلك قائلة: "الجامعة ﺃخبروني بأن المادة الموجودة في العينة التي ﺃرسلتها إليهم هي عبارة عن بكتيريا سامة والضرر يكمن في إفرازاتها، حيث تخرج مواد سميّة تسبﺐ آلاما في البطن، إلى حد ﺃن من ﺃجروا التحليل ﺃكدوا لي ﺃنها لم تعرف هذه البكتيريا في السعودية وما هو نوعها، فقط ﺃخبرت بأن هذا نوع جديد لم يعرف في علم الأحياء؛ ومن ثم تقدمت ﺃمل ببحث إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ﺃكدت فيها، ﺃن سبﺐ ظهور هذا الميكروب فلاتر المياه الموجودة داخل البرادات معللة ذلك بقولها: "لأنها شفافة فإذا ما تعرضت إلى ﺃشعة الشمس كانت حاضنة للميكروب؛ الأمر الذي اضطر الوزارة ﺃخيرا إلى بحث المشكلة عبر لجان طبية مختصة. كما ذكرت في بحثي ﺃن الفلاتر حيت تغطى بقطعة من القماش لا تتكون عليها المادة الخضراء المفرزة للسموم، وهذا ﺃحد الحلول التي يفترض ﺃن تتبعها الوزارة لحماية الطالبات والطلاب في السعودية من بكتيريا برادات المياه ﺃو يبدل الفلتر بين الحين والآخر". واعتمدت المعلمة ﺃمل مختار في دراستها حول مياه برادات المدارس على ﺃساس مشكلة تلوث المياه في جدة، حيث توصلت في دراستها التي تقدمت بها إلى وزارة التربية والتعليم إلى ﺃن تلوث مياه جدة يعد من ﺃبرز وﺃكثر المشاكل البيئية التي تواجهها المنطقة في السنوات الأخيرة، وبدﺃت الفكرة لدى المعلمة ﺃمل بعد ﺃن حضرت دورة في مدينة الرياض عن" دراسة الدورة البيئية للتعليم العام "، ورغبت في تطبيق هذه الدراسة بتركيزها على ﺃنواع التلوث في المياه وتحديدا على العناية بالمياه الصحية التي تتناولها الطالبة سواء كانت عن طريق مياه البرادات ﺃو المياه الصحية. ﺃكدت ﺃمل مختار ﺃن مسؤولي وزارة التربية والتعليم تجاهلوا وقت تشكيل اللجنة الطبية ما قامت به من بحث لمشكلات المياه في البرادات، وكذلك ما بذلته من جهود لإبراز المشكلة على السطح، مشيرة إلى ﺃن ﺃبحاثها التي قامت بها طيلة هذه الفترة طرحتها الوزارة في تعميم عاجل إلى مديرات الإشراف الطبي في جميع إدارات التعليم دون إنذارها بأن ﺃبحاثها لاقت الاهتمام ﺃخيرا بعد تجاهل عدة ﺃشهر، وﺃوضحت مختار ﺃن إحدى زميلاتها ﺃشارت عليها وقت العمل على البحث بمقابلة الدكتورة صافيناز غنيم (مسؤولة في الوزارة عن مثل هذه الأبحاث: ) "وفعلا قمت بمقابلة الدكتورة قبل ﺃقل من عام وقالت لي إنها ستقدم بحثي كدراسة إلى مسؤولي الوزارة، وفجأة صمتت الوزارة عن كل هذا، ولم ﺃعلم بعدها ماذا حصل في الوزارة، وقبل شهر استدعتني الوزارة من خلال مركز الإشراف الرئيسي، وقالو لي ﺃحضري البحث معك، وحينئذ التقيت عددا من المسؤولين الذين ﺃخذوا حقيبتي البحثية، وفجأة قرﺃت في" شمس "خبرا لوزير التربية بأنه اعتمد تشكيل لجنة صحية لدراسة وضع مياه المدارس في جميع المدارس بالسعودية، ولم يذكر اسمي مطلقا، إلى حد ﺃن زميلاتي المعلمات اتصلن بي وقالوا" دراستك منشورة في الصحف "، والجميع يعرف ﺃن هذه الدراسة لي، علما بأن لي عدة ﺃبحاث ﺃخرى ومختلفة نويت ﺃن ﺃقدمها إلا ﺃن تجاهل البعض لي وللمعلمات اللاتي يقدمن ﺃبحاثهن ﺃصابني بالإحباط فلم ﺃفعل".