ﺃدخل هجوم القردة على مدارس البنات في تندحة (ستة كيلو متر ا ت شر ق محافظة خميس مشيط) الرعﺐ في قلوب المعلمات والطالبات وﺃولياء ﺃمورهن، وﺃصبحت هذه الحوادث المتتالية حديث الأهالي في المركز، فلا يكاد مجلس يخلو من ذكر المعاناة التي يعانونها من جراء ما يحدث، ولم يقف ﺃذى هذه القردة على المدارس بل تعداه إلى المنازل التي تمكنت من التسلل إليها رغم ما قام به قاطنوها من محاولات لمنعها، كما ﺃنها عاثت في المرافق العامة من حدائق وشوارع، ويفاقم خطر هذه القطعان من القردة ما يذكر من حملها ﺃمراضا قد تصيﺐ من يقترب منها، ورغم هذا فإن البلدية لم تفعل ما يحد من خطرها وﺃذاها، على حد تعبير ﺃ غلﺐ السكان في مركز تندحة. وتوجه نورة ﺃحمد قاعد (مديرة ثانوية آل عجير) نداءها إلى من يهمه الأمر، مستغيثة من هجوم القردة على المدرسة وطالباتها، فلا تزال القردة تجول وتصول في ﺃرجاء المبنى دون رادع من ﺃحد؛ الأمر الذي يثير الرعﺐ لدى من فيها، ووجهت نورة خطابا إلى ﺃولياء ﺃمور الطالبات، ومركز تندحة، وإمارة المنطقة، بحثا عن حل لهذه المعضلة، التي لم تنتهِ إلى الآن. ويذكر مواطنون في مركز تندحة ﺃن عدة قرود اقتحمت المدارس، وسببت ارتباكا وهلعا في نفوس ا لمعلما ت و ا لطا لبا ت؛ الأمر الذي اضطرهن إلى إغلاق النوافذ والأبواب والصراخ، كما منع بعض ﺃولياء الأمور بناتهم من الدراسة خوفا عليهن! ويقول فلاح عوض الشهراني: "القرود استوطنت وادي تندحة، وتسلقت سور الابتدائية للبنا ت بتند حة، و لم يشعر من في المدرسة إلا بوجودها بينهم". ويضيف عبداﷲ مستور الشهراني ﺃنه رحل بعائلته من منزله الحالي بتندحة، واضطر إلى استئجار منزل بمحافظة خميس مشيط، خوفا على ﺃسرته من هذه القردة. و يشير نا صر محمد الشهراني إلى ﺃن سكان تندحة يعيشون معاناة مستمرة مع تزايد عدد القردة التي ﺃصبح وجودها ﺃمرا مألوفا لدى الكثير، وﺃصبحت مشكلة مستحيلة الحل، وحاول السكان هنا ﺃن يُؤمﱢنوا بيوتهم من هجوم القردة برفع الأسوار، إلا ﺃنها استطاعت برشاقتها وقدرتها على القفز تسلق الجدران الطويلة، ويشير ناصر بقوله: "تعيش هذه القردة كجماعات داخل الكهوف في ﺃعالي الجبال، وتهجم في ﺃوقات متفرقة من اليوم، لتكبد سكا ن ا لمنا ز ل خسائر فادحة دون ﺃن نرى ﺃي ردود ﺃفعال من قبل ا لبلد ية "، و يذ كر الشهراني": من ﺃعمال ا لشغﺐ ا لتي تسببها هذه القردة الكثير، مثل بعثرة حاويات النفاية في الطرقات، والعبث في الحدائق العامة، وتكسير الأغصان، والكثير من ممتلكات المواطنين؛ لذا ﺃطالﺐ البلدية بأن توجد فرقا لمكافحة هذه القردة ووضع مصائد لها". و يو ضح سعيد محمد الواكد (مدير مندوبية تعليم البنات بمحافظة خميس مشيط) ﺃن "القردة هاجمت منازل المواطنين من قبل؛ لذا ليس بمستغرب ﺃن تنقض على المدرسة، وسيتم إعداد تقر ير مفصل عن ذ لك وسبل علاج المشكلة في المستقبل القريﺐ"، ويشير الواكد إلى ﺃن "هذه المشكلة موجودة منذ زمن، ولكن ﺃمرها استفحل هذه الأيام، وقد ﺃبلغنا بأكثر من مشكلة في عدة مدارس، وﺃتمنى ﺃن تعقد جلسة مشتركة بيننا وبين البلدية والزراعة والحياة الفطرية والإمارة لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة".