شكلت (صحة) نجران لجنة متكاملة للوقوف على مسببات وفاة طفلة، يتهم والدها عدة مستوصفات في المنطقة بإهمالها بشكل ﺃدى إلى وفاتها. وقال صالح آل ذيبة مدير الإعلام الصحي بالمنطقة: "إن الحقائق ستكشفها التحقيقات"، وسيعاقﺐ المتسبﺐ بذلك. وكان والد الطفلة قال في شكواه، التي توصلت "شمس" لفحواها إنه ﺃخذ ابنته (ثلاثة ﺃشهر) وكانت تواجه مشاكل مفاجئة في الصدر وارتفاعا في درجة الحرارة، إلى مستوصف هدادة (100 كلم شرق نجران)، وفحصها طبيﺐ المستوصف فحصا سريعا، ثم كتﺐ لها بعض الأدوية وصرفها مع والدها، إلا ﺃن الأب طلﺐ منه تحويلها إلى مستشفى الأطفال في نجران، فرفض الطبيﺐ ذلك دون سبﺐ ثم انصاع للطلﺐ وكتﺐ التحويل. وهنا خرج الوالد بابنته نحو مستشفى الأطفال، وحالما ﺃجري لها فحص طبي، طلﺐ الطبيﺐ تنويمها وإخضاعها للملاحظة لثلاثة ﺃيام، مشخصا مرضها ب "التهاب في الصدر"، ولكن بعد مرور 24 ساعة على ذلك، استدعت هيئة المستشفى الطبية، الأب، وﺃبلغته بأن ابنته بصحة جيدة، وﺃنها يجﺐ ﺃن تخرج من المستشفى، وحاول الأب إقناع الأطباء ببعد مسكنه عن المستشفى، إذ يبعد مسافة ﺃكثر من 100 كلم كما هو موضح، وشرح لهم ﺃن ﺃي وضع طارئ قد يلم بالطفلة سيكون من الصعﺐ معالجته مع هذه المسافة، إلا ﺃن ﺃطباء المستشفى ﺃصروا على موقفهم بأن الطفلة بخير، ويجﺐ خروجها. إثر ذلك ﺃخرج الوالد طفلته وعاد نحو بلدته، وبعد 24 ساعة تلقى اتصالا من زوجته عن خطورة حالة ابنته وكان حينها في مكان بعيد عن المنزل؛ ما دفعه، بحسﺐ قوله، إلى الاتصال بأحد جيرانه لأخذ زوجته والطفلة نحو مستوصف هدادة، ولكن عندما وصلت الأم والطفلة ﺃخبرهما موظفون في المستوصف بأن المناوبة في ذلك اليوم لدى مستوصف الخانق، وليس مستوصف هدادة، فاتجها نحو الخانق؛ فوجدا المستوصف مغلقا، وحاولا الاتصال بمدير المستشفى لكن جواله كان مغلقا، وفي هذه الأثناء كانت حالة الطفلة تزداد سوءا، ووصل الأب بعد وقت قليل فحطم باب المستوصف وﺃدخل ابنته بالقوة فيما كانت تحتضر. وبالفعل لم تمر دقائق بعد تجاوب المستوصف ووضع قناع الأكسجين لها حتى غادرت الروح جسدها، وسط ضياع المسؤولية من قبل كل تلك المنشآت الصحية. ولا يزال الأب وﺃم الطفلة في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات التي وعدت بها مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة.