للحر م ا لملكي مكا نة في نفوس المسلمين لا تضاهى، ولا تماثله بقعة ﺃخرى على ظهر البسيطة جمعاء، وفي هذا الوقت بالذات يجدد ملايين الحجاج ﺃحاسيسهم تجاهه وهم على مشارف مكة مر تحلين منها إ لى مواطنهم، وقد حاول بعض التجار انتهاز الفرصة من خلال استغلال هذه المشاعر ا لجيا شة للمسلمين تجا ه الأماكن المقدسة لترويج ما عندهم من بضائع، الأمر الذي وجد نجاحا كبيرا خاصة من البسطاء الذين يعتقدون فيها البركة. لم يجد بعض با ئعي العطورات وسيلة ﺃفضل لترويج ﺃحد ﺃنواعها لديه من ر بطه با سم د يني له قداسته في نفوس الحجاج، الأمر الذي سيخفف عنه عﺐء الترويج الإعلاني له، إضافة إلى جنيه مبالغ مجزية من خلال بيعه بمبلغ باهظ، كما ﺃنه ستباع منه كميات كبيرة، وقد وجد ﺃن "عطر الكعبة" لقي رواجا كبيرا في الأسواق الشعبية والمراكز والمباسط، وتتراوح قيمته ما بين 300 إلى 600 ريال للزجاجة الواحدة، ويماثله عطر كسوة الكعبة، وعطر الحجر الأسود، وعطر قيام الليل، وعند سؤال ﺃحد المشترين عن سبﺐ شرائه لهذا مثل هذه العطور رغم غلاء ثمنها علق قائلا: "بيعه في ﺃرض مباركة، واسمه الذي يدل على شيء مقدس، ﺃمر يجلﺐ – بإذن اﷲ - البركة عند التعطر به "، وهناك من يدعي ﺃن هذا ا لعطر مستخرج من ﺃحجار الكعبة، كما ﺃن شكل تصميمه الذي يشبه الكعبة كان لها دور في تسويقه بين الحجاج. ولم يقف الأمر عند هؤلاء ا لبا عة للعطو ر ا ت، بل د فع الآخرين من ﺃصحاب المنتجات الأخرى إلى البحث عن كيفية تسويق بضائعهم بهذه الطريقة التي ثبت جدواها، ومن هنا صنعت شنط وصناديق تماثل ﺃشكالها الكعبة، وقد توضع فيها بعض العطورات، ﺃو الإكسسوارات العادية، وينمق كثير منها بالآيات القرآنية، ﺃو الأحاديث الشريفة، لتصل قيمة الواحدة منها إلى 1000 ريال. ويرى البعض ﺃن مثل هذه المجسمات: فيها امتهان للأ ما كن ا لمقد سة بو ضعها في ﺃماكن ممتهنة ﺃو رميها ما سيسبﺐ التقليل من احترامها في نفوس الأجيال القادمة، ويذهﺐ آخرون إلى ﺃن هناك مفسدة ﺃعظم تتمثل في ﺃن هناك من الجهال من قد يعتقد فيها بالبركة ودفع الضر وكشف البلاء، مطالبين بأن يكون هناك رادع لتلك ولغيرها من السلع التي تسوق على الحاج باسم الدين والبركة مثل ساعات الكعبة وخواتم نوقشت بصورة الكعبة بأسعار خيالية وﺃسماء دينية.