ﺃقبل الملايين من حجاج بيت اﷲ الحرام جماعات وﺃفرادا إلى مشعر منى ر ا جلين وركبانا مع إشراقة صباح ﺃمس، مهللين مكبرين تملؤهم الفرحة والسرور بعد ﺃن منﱠاﷲ عليهم با لو قو ف على صعيد عرفات الطاهر، وقد ﺃدوا الركن الأعظم من ﺃركان الحج ثم باتوا ليلتهم في المشعر الحرام (مزدلفة) تحفهم عناية ا ﷲ تعا لى و ر عا يته وهم يعيشون الأجواء الإيمانية وسط خدمات متكا ملة تحيطهم من كل جانﺐ، يقوم عليها إخوان لهم من ﺃبناء هذه البلاد الطاهرة التي تعتز بخدمة ضيوف الرحمن و ا لحر مين ا لشر يفين والأمة الإسلامية في كل مكان. ونجحت الخطط التي وضعتها جميع القطاعات ا لمعنية با لحج و في مقد متها ا لقطا عا ت الأمنية هذا العام، بفضل ا ﷲ تعا لى ثم بمتابعة الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا والأمير خالد الفيصل ﺃمير منطقة مكة ا لمكر مة ر ئيس لجنة الحج المركزية. وشرع الحجاج فور و صو لهم إ لى مشعر منى في رمي جمرة ا لعقبة فقط، و هي التي تلي مكة، اتباعا لسنة الرسول صلى اﷲ عليه وسلم، ويأتي رمي الجمار تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض لإبراهيم وإسماعيل وهاجر ﺃم إسماعيل، واعترض لهم في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.. وبعد ﺃن يفرغ الحاج من رمي جمرة العقبة يشرع له في هذا اليوم ﺃعمال يوم النحر حيث يبدﺃ بنحر هد يه ثم بحلق رﺃسه ثم الطواف بالبيت ا لعتيق و ا لسعي بين الصفا والمروة. بعد ذلك يستمر الحجاج في إكمال منا سكهم فيبقو ن ﺃيام التشريق في منى يذكرون اﷲ ويكثرون من ذكره وشكره، ويكملون رمي الجمرات الثلاث؛ إذ يبدؤون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات. ولوحظ ﺃمس الاهتمام البارز لعدد كبير من وسائل الإعلام العربية والإسلامية والدولية التي حرصت على نقل وقائع حج هذا العام، وسجلت بارتياح نجاح مر ا حل تنقل ا لحجا ج بين المشاعر وتميزها بالانسيابية رغم كثرة المركبات، إلا ﺃن الطرق الفسيحة ووسائل النقل ا لحد يثة ﺃ سهمت في نجاح الخطة المرورية التي يقوم عليها رجال ﺃكفاء من الأمن العام والمرور وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني يساندهم في ذلك ﺃفراد الكشافة الذين واصلوا الليل با لنها ر لتنظيم حر كة السير وإرشاد الحجاج و تأ مين سلا متهم، فيما كا نت ا لطا ئر ا ت العمودية تتابع حركة النفرة موجهة من خلال غرفة العمليات ومركز القيادة والسيطرة لمو ا قع ا لكثا فة على الطرق كافة للعمل على فك الاختناقات المرورية وتسهيل حركة مواكﺐ الحجيج. وعاش الحجيج في نفرتهم الهدوء و ا لسكينة في طقس اتسم بالاعتدال تحفهم عنايته سبحانه وتعالى ثم جهود وحرص وتنسيق بين العديد من القطاعات ا لتي ا لتز مت ا لخطط ا لمر سو مة ا لمد ر و سة لتحركات الحجيج بين ا لمشا عر ا لمقد سة وتوفر الخدمات الصحية والتموينية والغذائية، وكذا الاتصالات والمياه والكهرباء من خلال الإنارة وصنابير المياه التي امتدت على الطرق لعشرات الكيلومترات في صعيد عرفات ومنى ومزدلفة إلى جانﺐ ا نتشا ر مر ا كز ا لد فا ع المدني على الطرقات وداخل المشاعر.