يسير ضيوف الرحمن اليوم إلى عرفة للوقوف على صعيده الطاهر ممتثلين لأمر اﷲ بعد ﺃن حقق الكثير منهم ﺃحلامهم وخرجوا مجموعات من مشارق الأرض ومغاربها، تاركين الدنيا وراءهم، تسابق العبرات خطاهم والحنين إلى مولاهم، ﺃنساهم عناء السفر وشعارهم هو: (ربي اغفر لي خطيئتي يوم الدين.). ويتجه الحجاج ضحى إلى عرفة ليصلوا الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين، منصتين لخطبة مفتي عام السعودية عبدالعزيز بن عبداﷲ آل الشيخ، وبعدها يقف الحجاج في عرفة رافعين ﺃيديهم إلى مولاهم، مستقبلين القبلة، مستشعرين بنزول الرب إلى السماء الدنيا نزولا يليق به سبحانه، وكما جاء في حديث المصطفى صلى اﷲ عليه وسلم (إذا كان يوم عرفة ينزل الرب إلى سماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي ﺃتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق، ﺃشهدكم ﺃني قد غفرت لهم، فتقول الملائكة: يا رب فلان مرهق فيقول: قد غفرت لهم.. فما من يوم ﺃكثر عتيقا من النار من يوم عرفة). داعين بخير الدعاء الذي دعا به النبيون في يوم عرفة لا إله إلا اﷲ وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . وجاء ﺃيضا في الحديث: (إذا كان يوم عرفة لم يبق ﺃحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا غفر اﷲ له، قيل له: ﺃ للمعروف خاصة ﺃم للناس عامة؟ قال: بل للناس عامة). وما رئي الشيطان ﺃحقر ولا ﺃصغر ولا ﺃدحر ولا ﺃغيظ من يوم عرفة وما ذلك إلا لما يرى من تنزل رحمة اﷲ على عباده وتجاوزه سبحانه عن خطاياهم. وبعد غروب الشمس يدفع ا لحجا ج إ لى مز د لفة بخشو ع وسكينة امتثالا لقول النبي صلى اﷲ عليه وسلم (يا ﺃيها الناس، عليكم السكينة، فإن البر ليس بالإيضاع) مستقرين بمزدلفة، ليصلوا المغرب والعشاء قصرا بأذان واحد وإقامتين لحظة وصولهم، واضعين فرشهم استعدادا للمبيت بمزدلفة، ومزدلفة كلها موقف، ويرخص للضعفاء من الرجال والنساء ﺃن يدفعوا آخر الليل بعد غياب القمر، ويصلي الحجاج صلاة الفجر، ويستقر الحجاج في ﺃماكنهم بعد الصلاة، متجهين للمشعر الحرام، ويكبرون ويشتغلون بالدعاء حتى تسفر جدا اقتداء بنبيهم محمد صلى اﷲ عليه وسلم.