كشف الدكتور نواف الحارثي مد ير مستشفى ا لصحة ا لنفسية بجد ة ل "شمس"، ﺃن هناك وعيا ملحوظا في المجتمع السعودي بشكل عام بأهمية الطﺐ النفسي في معالجة كثير من المشكلات، مثل القلق والخوف وغيرهما من الأمراض النفسية، مستدلا في ذلك بكثرة المراجعين المترددين على العيادات النفسية ومستشفى الصحة النفسية بجدة بشكل خاص، مشيرا إلى ﺃن الصورة تتضح بشكل ﺃكبر من خلال الملفات الطبية التي تفتح للمرضى الجدد بشكل يومي في مستشفى الصحة النفسية بجدة، التي تصل إلى 25 سجلا يوميا، بحسﺐ ما روى، موضحا ﺃن هذا الرقم في زيادة مستمرة. وكشف الحارثي ﺃن الإحصاءات الأخيرة للصحة النفسية بجدة تشير إلى ﺃن ﺃعداد المرضى المراجعين بشكل عام للمستشفى بلغت ﺃكثر من 55 ﺃلف سجل طبي حتى الآن، بمعدل 150 مراجعا يوميا من غير المراجعين في ﺃقسام الطوارئ. وﺃضاف: "هذه الزيادة تعود ﺃسبابها إلى وعي الناس بأهمية الطبيﺐ النفسي، فلم تعد تلك النظرة القاتمة موجودة في الوقت الحاضر، التي تبين ﺃن العيادات النفسية تكون حصرا على المجانين". وعن الحساسية المفرطة لدى البعض من مراجعة مستشفى الصحة النفسية؛ خوفا من نظرة المجتمع، ﺃوضح الحارثي ﺃ ن هنا ك نسبة بسيطة من ا لحا لا ت التي تتجنﺐ مراجعة الصحة النفسية بجدة وغالبيتها من الإناث، إضافة إلى بعض الحالات التي تعاني الخوف و ا لقلق ا لبسيط ﺃ و طا لبي الاستشارات النفسية، مشيرا إلى ﺃن الغالبية منها تتجنﺐ الذهاب إلى المستشفيات النفسية وتتجه إلى العيادات الخاصة؛ على اعتقاد منهم بحسﺐ الحارثي ﺃنها ﺃكثر سرية، وﺃضاف: "المشكلة ﺃن الكثير منهم يخشى الحضور إلى مستشفى الصحة النفسية؛ خوفا من ﺃن يراه ﺃحد، والمفترض ﺃن يكسر هذا الحاجز؛ لأن المرض النفسي مثله مثل الصداع والأمراض الأخرى، من حقك كمريض ﺃن تذهﺐ إلى الطبيﺐ ويكشف عليك". وﺃكد الدكتور الحارثي ﺃن بإمكان الطبيﺐ النفسي تشخيص حالة المريض دون ﺃن يراه، وذلك بناءً على السلوك، موضحا ﺃن في عرف الطﺐ النفسي يعتمد التشخيص غالبا على ثلاث دوائر (السلوك والفكر والمزاج). وﺃضاف: "بهذه الدوائر الثلاث ﺃستطيع ﺃن ﺃشخص حالتك النفسية وﺃحدد هل ﺃنت مريض ﺃم لا دون ﺃن ﺃراك، بناءً على عدد من الأسئلة ﺃطرحها على المريض".