لكن ﺃحدا لن يعترض فيما لو كانت المواد المنشورة حقائق موثقة بالمستندات، بينما لا يعدو الأمر مراهقات صحافية لا تنتمي إلى المهنية، كما ﺃنها تعتمد في ﺃغلبها على رسائل من قُرّاء مجهولين؛ لتتحول إلى مانشيتات عريضة تُصدّرها هذه الصحف في صفحاتها الأولى، دون ﺃدنى مراعاة للمعايير المهنية. ومع تنامي الحملة الإعلامية في مصر هذه الأيام ضد كل ما هو سعودي باتت الصحف الصفراء متعطشة إلى مزيد من هذه الرسائل التي يبعثها ﺃطباء وغير ﺃطباء، يتعرضون فيها لأشخاص بعينهم ومؤسسات بأسمائها، دون حتى التحقق والتثبت. ولا يزال المسلسل متواصلا؛ ففي كل يوم قصة جديدة، وﺃبطال جدد، لكن يفوت هذه الصحف ﺃن حبل الكذب قصير، وﺃن كل يوم تكشف فيه حقيقة هذه الأكاذيﺐ. ويرى مراقبون ﺃن مصريين يعملون في السعودية يقفون خلف هذه الحملة بمحاولاتهم إذكاءها عن طريق مد الصحف الصفراء بقصص مكذوبة، تكون في ﺃغلبها تصفية لحسابات ما، ويستغلون فيها قضية الطبيبين المصريين لتعبئة الشارع المصري. مستشفى السلام الدولي (ﺃحد المستشفيات السعودية) استُخدم كورقة لتتلاعﺐ بها هذه الصحف الصفراء، كل يوم تقريبا. ثمة قصة جديدة حول ﺃشكال الظلم والقهر والعبودية التي تمارسها إدارة المستشفى، انسحبت فيما بعد إلى كافة المستشفيات السعودية، ولكن محاولة بسيطة لمراجعة هذه التهم تكشف سريعا تهافتها وعدم صدقها؛ ففي عدد ورد في هذه الصفحة من عدد ﺃمس الأول (الاثنين) 2008/11/17 ﺃن الطبيبين المحكوم عليهما شوقي عبد ربه ورؤوف العربي كانا يعملان في مستشفى السلام الدولي بجدة، والصواب ﺃن الطبيﺐ رؤوف العربي وحده قد سبق له العمل في المستشفى منذ خمس سنوات، وتم نقل كفالته إلى مكان آخر، فيما لم يسبق للطبيﺐ الآخر العمل في المستشفى على الإطلاق. وعليه جرى التنويه. السبت 1 نوفمبر الجاري نشرت صحيفة اليوم السابع تحقيقا مطولا تحت عنوان (بيت الرعﺐ للأطباء المصريين)، تعرضت فيه لتاريخ مدير المستشفى، وتدخلت في حياته الخاصة، وﺃوردت ﺃسماء عدد من الأطباء الذين ادعت تعرضهم للإيذاء، وذكرت قصصهم بالتفصيل الممل. غير ﺃن فضيحة الصحيفة غير المتوقعة جاءت في (التعليق رقم) 7 على التحقيق في موقع الصحيفة الإلكتروني، الذي عنونه الكاتﺐ ﺃحمد جلال فؤاد ب(القصة وراء الخبر)، وكتﺐ فيه: بداية ﺃشكر القائمين على جريدة اليوم السابع؛ لنشرهم الرسالة التي بعثتها إليهم ﺃمس، وحكاية هذه الرسالة باختصار ﺃنها وصلتني من صديق لي يعمل بالسعودية (لا يعمل بالمستشفى المذكور)، ووصلتني هذه الرسالة منه منذ عدة ﺃشهر، وحيث إنني لم ﺃتمكن من معرفة إذا ما كانت الوقائع الواردة في الرسالة حقيقية لم ﺃبعثها إلى ﺃصدقائي، لكن حادثة الدكتور رؤوف العربي ﺃجبرتني على نشر هذه الرسالة، مع التأكيد ﺃنه ليس لي سابق معرفة بالأسماء الواردة في هذا الخطاب. ومن الأشياء المستفزة الخبر المنشور في جريدة الدستور صباح السبت الماضي الذي ورد فيه: إن القوى العاملة حذرت من التعامل مع المستشفى السعودي الذي عمل به الطبيﺐ المحكوم عليه بالجلد، وإن هذا الحظر سار منذ تاريخ 31 ﺃغسطس! 2005