وﺃخيرا ﺃُسدل الستار على الانتخابات الأمريكية بفوز ممثل الحزب الديمقراطي باراك حسين ﺃوباما على ممثل الحزب الجمهوري جون ماكين، وبهذا يكون ﺃوباما الرئيس 44 الللولايات المتحدة، وﺃول رئيس ﺃسود يدخل إلى البيت الأبيض بالحملات الانتخابية، حيث كانت هناك توقعات تشير إلى ﺃن باراك ﺃوباما لن يستطيع تحقيق الفوز بسبﺐ اللون وجذوره الإسلامية، على الرغم من الدعم السياسي له من قبل عائلة كلينتون وعائلة كيندي، وكذلك وزير الخارجية السابق كولن باول، وخوفهم من عدوله عن القضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني، بينما كانت هناك توقعات ﺃخرى تشير إلى عدم فوز جون ماكين بسبﺐ سياسات الحزب الجمهوري الفاشلة وعامل السن. عموما انتهت كل تلك التوقعات وﺃُسدل الستار بفوز باراك ﺃوباما؛ الأمر الذي دفع الزعيم السابق لجنوب إفريقيا مانديلا إلى القول "فوز ﺃوباما يؤكد ﺃنه من حق ﺃي إنسان ﺃن يحلم بتغيير العالم"، لكن يجﺐ ﺃن نقول إنه ورغم تعاطف الكثير من المسلمين العرب منهم والعجم مع "ﺃوباما لأنه من جذور إفريقية وﺃن ﺃباه مسلم"، ويؤملون فيه التعاطف مع قضايا المسلمين لذا رفعوا الكثير من الشعارات المبالَغ فيها وكأنهم يقولون إن باراك ﺃوباما بيده العصا السحرية لجميع قضايا المسلمين على الساحة الدولية، فأرجو ﺃن تسمحوا لي ﺃن ﺃقف هنا وقفة مهمة وﺃقول: انتهت الانتخابات الأمريكية، ولكن المسألة ليست تغير وجوه وﺃلوان سواء من كان يحكم ﺃبيض ﺃو ﺃسود؛ فالكفر ملة واحدة، يقول اﷲ تعالى "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم". ويجﺐ ﺃن نعلم ﺃن قضايانا لا تحل إلا بأيدينا، برجوعنا إلى اﷲ وتعاوننا على البر والتقوى، ونكون كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى؛ فأمريكا لن تتغير وإنما تتغير الوجوه والأدوات. ﺃسأل اﷲ ﺃن يلهمنا رشدنا، واﷲ من وراء القصد. طا لعت ما نشر في صحيفتنا ا لغر ا ء "شمس" في عددها رقم، 1033 الصادر الأحد الماضي تحت عنوان (السعوديون ﺃسياد الإنترنت..). وﺃرجو ﺃن تسمحوا لي ﺃولا ﺃن ﺃهنئ هذه الصحيفة الشابة على اختيارها مثل هذه المواضيع ا لتي تمس ا لشبا ب بالدرجة الأولى.. ورغم ﺃنني قد تعديت مرحلة الشباب بمراحل كثيرة، إلا ﺃنني ﺃعتبر نفسي، وبما ﺃملكه من روح شبابية، ﺃكثر شبابا من كثير من الذين يسرحون شعورهم بهذه الأنماط الغربية، ويتجولون في شوارع مدننا ليل نهار.. وطالما ﺃن الموضوع عن الإنترنت يجﺐ ﺃن نؤكد هنا ﺃن السيادة الحقيقية تكمن في مدى الاستفادة من تقنية الإنترنت، وليس بالجلوس فيه ساعات طو ا لا مثلما يفعل كثير من ﺃبناء هذا الوطن، دون هدف محد د من جلو سهم، وما ﺃود تأكيده هنا هو ﺃنني ﺃحسست مما نشر بنوع من المفخرة بنشر مثل هذه المواضيع، وﺃحسﺐ ﺃن المفخرة ا لحقيقية تكمن في مدى ما ﺃنتجناه واستثمرناه من استحواذنا على لقﺐ البلد الأكثر استخداما للإنترنت من بين