ويقول فيحان المقاطي، وهو باحث إعلامي في الشؤون التربوية بوزارة التربية والتعليم: "مما لا شك فيه ﺃن تدريس التلاميذ مادة الحاسﺐ ا لآ لي مطلﺐ تعليمي حضاري ملح في عصر ﺃصبحت فيه الحالة الرقمية هي الحالة التي نتعايش معها بعد ﺃن كان الحاسﺐ الآلي حبيس المعامل الصناعية والتعليمية في كبريات الجامعات الأمريكية والأوروبية، وبعد ظهور سطح ا لمكتﺐ كطر يقة جديدة لتبسيط الحاسﺐ وظهور الفارة التي ﺃلغت ما يعرف بالأوامر الطرفية، ونحن التربويين نعي جيدا ﺃهمية الحاسﺐ الآلي، وﺃن الحاجة إليه ﺃصبحت في تصاعد كبير وملحوظ، ولكن ﺃن تصل المسائل إ لى تعليم ا ستخد ا م برنامج ك(البالتوك) هو ما لا نقبله بغض النظر عن كونه برنامجا اجتماعيا تواصليا"، وتساءل المقاطي: "ما فائدة المشاهدة المستمرة في ذلك البرنامج"؟ ، وﺃجاب: "هي دون شك لمشاهدة الشاذين والشاذات عبر هذا البرنامج الذي يعج بفتيات درجن على عرض ﺃجسادهن للأعضاء بشكل سافر، وشاذين يعرضون ﺃجسامهم بشكل قميء، وهناك من يعرض ﺃفلاما إباحية"، واستطرد: "بالإمكان استخدام البرنامج في نقل الدروس وتبادل الخبرات المعرفية (تقنيا وليس ﺃخلاقيا)؛ فالبرنامج يعج بالمنحرفين فكريا والمنحرفات و با لعقا ئد ا لفا سد ة، وهناك غرف مخصصة للإساءة إلى الرسول صلى ا ﷲ عليه و سلم وغرف لسﺐ الصحابة، وغرف مفتوحة للطعن في الدين والإساءة إلى هذا الوطن الكريم، وﺃنا لم ﺃجد في هذا البرنامج ﺃي جهة تعليمية غربية ﺃو حتى شرقية دعت إلى استخدامه في التعليم ﺃو حتى روﱠجت له، فضلا عن تدريسه للتلاميذ". وطالﺐ الوزارة والمسؤولين فيها بوقف مثل هذه الكتﺐ، وتشكيل ورش عمل من التربويين والمتخصصين في التعليم الإلكتروني؛ لتصميم مناهج تتواكﺐ مع العصر، و لا تقفز على ا لثو ا بت الدينية والأخلاقية التي نؤمن بها كمجتمع محافظ، مشيرا إلى ﺃن ما يحدث في بعض مقاهي الإنترنت ﺃمر متوقع ما دام الأمر متروكا لمنطق الربح والخسارة، كما ﺃن المؤسسات التربوية مطالبة بتوضيح خطر تلك التقنية وكيفية التعامل معها بحذر ودقة؛ حتى لا ينزلق الأبناء في مخاطرها "، مطالبا بتعليم الشباب الجوانﺐ السلبية والإيجابية من مثل هذه الأشياء، مؤكدا ﺃن فلسفة المنع غير مجدية، باعتبار ﺃن الأمر سيتحول إلى هوس الحصول عليه، وﺃضاف": الأمر بحاجة إلى دور الوالدين التوجيهي والرقابي؛ حتى ننمي في دواخل الأبناء دور الرقيﺐ الذاتي، وهو ما يمكننا من حماية شبابنا وفتياتنا دون ﺃن ننظر إلى حجﺐ الخدمة". مقاهي الإنترنت من خلال حجرات صغيرة ومظلمة الاتصال المسموع والمرئي مع الطرف الآخر في ﺃي التعامل معها بكفاءة". لم ﺃقتنع بحديث سعود وفايز، وحاولت بنفسي الدخول إلى عالم المجهول، وفور دخولي رحّبت بي فتاة سمت نفسها (عانس)، ودون ﺃي مقدمات حكت لي قصة إحدى ضحايا (البالتوك)، تلك الفتاة الملتزمة التي بدﺃت بالنصح والإرشاد، إلا ﺃنها وقعت في شبكة (البالتوك) شر وقوع، بعد فترة لم تمتد طويلا مع النصح والإرشاد، بل إنها ﺃ صبحت ممن يعر ضن ﺃجسادهن ومفاتنهن على الشباب، ويبقى التأكيد هنا ﺃنه ﺃيا كانت المبررات فإن كتابا كهذا يؤصل لتعليم ﺃبنائنا مثل هذه المواقع المشبوهة، وتحت هذ ا ا لمسمى ا لمغر ي (تعالوا نتعلم الحاسﺐ) ما كان له ﺃن يكون بين ﺃيدي هؤلاء الصبية الصغار، خصوصا في هذه المرحلة السنية الخطرة، وما سمعته من المطلعين على هذا الكتاب يكفي لأن يدق العشرات من ﺃجراس الإنذار في آذان مسؤولي التربية والتعليم؛ فهم وحدهم مطالبون قبل ﺃي شخص آخر بالإجابة عن كل الأسئلة التي طرحناها في مقدمة هذا التحقيق، والأمر برمّته يحتاج إلى نظرة متأنية من قبل المختصين ووقفة صادقة ﺃمام تلك الإصدارات ا لتي تعلﱢم النشء كيفية الدخول إلى مثل هذه المواقع المفسدة، وﺃمام تلك الغرف المنعزلة عن ﺃعين الأسر ا لتي يمكن لأي شاب ﺃن يمارس فيها ما يريد دون رقيﺐ ﺃو حسيﺐ.