لم يستبعد وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف سماح السلطات المالية في البلاد للشركات الحكومية ذات الإيرادات الجيدة بإصدار صكوك وسندات لتمويل مشاريعها وتوسعاتها في ظل وجود وفرة في السيولة بالسوق المحلية وتزايد شهية المستثمرين. وصرح العساف خلال مشاركته في أعمال إلى المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس السويسرية أن وزارته لن تعارض خطة لهيئة الطيران المدني في إصدار ثان للسندات بالسوق المحلية لجهة قوة الأداء لهذه المؤسسة وتحقيقها إيرادات جيدة. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هذه السندات ستكون مضمونة من الحكومة أجاب الوزير: «إن هذا الإصدار يحظى بتغطية حكومية من حيث الضمان بنفس مستوى السندات السيادية التي تصدر عادة عن الخزينة العامة». وبشأن تفضيل طرح سندات الطيران بالعملة المحلية، قال العساف: «إن ذلك يعود إلى وجود وفرة في السيولة بأسواق المملكة وشهية كبيرة لدى المستثمرين، إضافة إلى أن إيرادات المؤسسة هي بالريال السعودي». إلى ذلك، توقع العساف أن يحقق الاقتصاد السعودي في 2012 أداء مشابها للنمو في 2011، وقال «إنه من المبكر جدا توقع نسبة النمو». وبخصوص موارد الإنفاق الحكومي على إعانات البطالة ومؤسسات التدريب لإعداد المرشحين لسوق العمل، قال العساف إن ذلك «هو جزء من إنفاق الدولة على مؤسسات التدريب»، بينما تأتي إعانات البطالة من صندوق الموارد البشرية بدعم من وزارة المالية. وتوقع العساق أن تكون مخصصات الإنفاق الحكومي على إعانات البطالة كبيرة خلال العام الأول من إقرارها بفعل العدد الكبير من المسجلين في هذا البرنامج الحكومي. وفي سياق المنتدى تواصلت، أمس، المفاوضات حول دين اليونان التي حققت «تقدما» بين الحكومة والقطاع الخاص الدائن، وأكد المسؤولون الأوروبيون في دافوس أنهم متفائلون بنهاية هذه الأزمة. وتحدثت المجموعة المصرفية العالمية «آي آي إف» عن تقدم، في بيان صدر في ختام اجتماع استغرق ساعتين في أثينا بين رئيسها تشارلز دالارا ورئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس ووزير المالية ايفانغيلوس فينيزيلوس. وبدا رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي الأكثر حماسا لما حققته منطقة اليورو، وقال إن «التقدم مذهل. إنه أمر مدهش إذا قارنا اليوم بالأشهر الخمسة الماضية»، معتبرا أن «منطقة اليورو أصبحت عالما آخر». من جهته، عزز المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية أولي رين معسكر المتفائلين الذين زعزعت ثقتهم في الأيام الأخيرة التقلبات في المفاوضات بين اليونان والجهات الخاصة الدائنة. وقال «نحن على وشك التوصل إلى اتفاق. إن لم يكن اليوم ففي نهاية الأسبوع على الأرجح». ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إلى بذل كل الجهود الممكنة لمنع تخلف اليونان عن دفع مستحقاتها. من جانبها حاولت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد الضغط على المصارف مؤكدة الجمعة أنها لا تشعر بالارتياح لمقترحات هذه المؤسسات لشطب جزء من دين اليونان. لكن يوزف اكرمان رئيس دويتشه بنك، أكبر مصرف ألماني سعى إلى طمأنة الشركاء، مؤكدا أن المصارف مستعدة «لقبول خسائر بنسبة 70 %» من الدين اليوناني. إلا أن وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله رأى أن هذا الخفض لا يكفي لتقليص الدين اليوناني إلى 120 % من إجمالي الناتج الداخلي بحلول 2020. وبينما تجري المفاوضات حول دين اليونان وقبل اجتماع للقادة الأوروبيين الاثنين في بروكسل لتبني اتفاقية جديدة حول الميزانية الأوروبية طرحت برلين فكرة تقضي بأن يشرف الاتحاد الأوروبي على الميزانية اليونانية .