نظمت غرفة الرياض ممثلة في لجنة تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة وبالتعاون مع صندوق المئوية أخيرا ورشة عمل بعنوان «كيف تختار فكرة مشروعك بنجاح»، تحدث فيها محمد أبو سيف مدير إدارة التدريب والبحوث في صندوق المئوية متناولا عددا من الموضوعات الهامة المتعلقة بالمشاريع الصغيرة وخصائصها وكيفية اختيارها والخطوات الواجب اتباعها حتى يصبح أصحابها من رواد الأعمال الناجحين، كما تطرق خلال حديثه إلى أهمية العمل الحر في دعم الاقتصاد الوطني وما يحققه من إضافات اقتصادية تتمثل في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال تنويع مصادر الدخل والمساهمة في دعم الصناعات التحويلية وخفض نسبة الواردات ودعم الصادرات الوطنية، إضافة إلى تخفيض الأعباء الاقتصادية التي تتحملها الحكومة في دعم أفراد المجتمع. وكان أبو سيف قد استهل حديثه في الورشة بتقديم تعريف مختصر لدور صندوق المئوية وما يقوم به من جهود للنهوض بثقافة العمل الحر والدعم الذي يقدمه للشباب في هذا الجانب، مشيرا في هذا الإطار إلى أن المشروع الصغير هو الذي يدار من قبل المالكين مباشرة ويخلق مخاطرة عالية على رأس المال وانعدام التأكيد على الربحية والنمو غير المواكب للفرص المتاحة، ويتمتع بطابع شخصي ومحلي فقط، مضيفا أن الهدف من هذه الورشة هو نشر ثقافة العمل الحر بين الشباب، وتأهيلهم وتدريبهم على إنشاء وإدارة مشروعاتهم بنجاح وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك، وتعريفهم بالأفكار النيرة وكيفية انتقاء أفكار ابتكارية للمشاريع، وأيضا تعريفهم بأهمية وضع دراسة جدوى لمشروعاتهم قبل الشروع فيها وكيفية وضع خطة عمل دقيقة لمشروعاتهم قبل البدء بتنفيذها. وقال إن صاحب المشروع الناجح يتميز بعدد من السمات تتمثل في القدرة على تحمل المخاطرة ومعرفة كيفية حسابها واتخاذ القرار ووضوح الرؤية والهدف، إضافة إلى قدرته على التخطيط للأعمال ودراستها قبل الدخول فيها، واستخدام الوقت بكفاءة، والقدرة على قيادة الناس وتوجيههم وأن تكون لديه القدرة على الابتكار والإبداع وأن يكون معتمدا على نفسه ويعتمد عليه الآخرون. ثم تطرق عقب ذلك للحديث عن الكيفية التي يمكن للشباب من خلالها اختيار فكرة مشروعهم الصغير، وقال إن هذا يخضع لعدد من العوامل منها أن يكون اختيار الفكرة أو المشروع المناسب والمثابرة والجد والاجتهاد ودراسة جدوى المشروع وتوفر رأسمال، وقال إن الوصول إلى ريادة الأعمال يتطلب اتباع عدد من الخطوات منها أن يحدد الفرد نوع العمل الذي يريد البدء فيه وتعلم كل ما يمكن معرفته عن المشروع، وتقيم نقاط ضعف عمله ونقاط قوته، كما يجب عليه القيام بعمل بحث مفصل عن العملاء المحتملين وعن نوع التجارة أو الصناعة التي يود العمل فيها وعن المنافسة في هذا المجال وعن متطلبات التراخيص والمكان «الموقع» ثم تحديد نوع المؤسسة أو الشركة من الناحية التنظيمية «ملكية فردية، أو شركة توصية، أو شركة مساهمة». وأضاف أبو سيف قائلا إن نجاح المشروع يتطلب وجود خطة عمل، مشيرا إلى أن كل خطة عمل ناجحة لا بد من أن تتضمن تحديد الهدف والموارد المتاحة والوقت اللازم لتحقيق الهدف، هذا إضافة إلى تحديد الأنشطة اللازم تنفيذها لتحقيق الهدف وتحديد المسؤول عن تنفيذه ثم التقييم مدى النجاح في تنفيذ الخطة. وقال إن الاقتصاد السعودي بما يتمتع به من مقومات كبيرة يوفر الكثير من الفرص للمشاريع الصغيرة وضمان نجاحها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن العمل الحر يعطي قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، كما أنه يمنح الفرد خصائص ومميزات عدة منها اكتساب الخبرة والمهارة، كما أنه يرفع من مستوى دخل المجتمع من خلال توفير المزيد من الفرص الوظيفية وبالتالي القضاء على البطالة والفقر، موضحا أنه من هنا جاء اهتمام الدولة بالمشاريع الصغيرة وتوفير الدعم لها .