برهنت دراسة أمريكية على أنه عكس المتوقع، فإن أولئك الذين يعملون في الوظائف العليا، يعيشون أعواما أطول من الرجال الذين هم في نفس السن ومازالوا في وظائف عادية. ونشرت الدراسة في العدد السابع لشهر ديسمبر من مجلة Journal of the American Medical Association، قام بها الباحث ستيوارت أولشانسكي، ركزت على فهم كيف يمكن للتقدم بالسن وطول العمر أن يتأثرا بالرئاسة، ولأجل هذا ضمت دراسته 34 رئيسا أمريكيا سابقا ممن توفوا بأسباب طبيعية. بالنسبة للرؤساء الذين غيبهم الموت، نظر الباحث إلى سنهم لدى بداية استلامهم الرئاسة وعند الوفاة، وتمت مقارنتها مع سجلات المتوفين في نفس العمر، وفي ذات الفترة التي تسلم الرؤساء فيها مهامهم في البيت الأبيض. أما بالنسبة للرؤساء المعاصرين، فتم تسجيل سنهم عند استلامهم الرئاسة، ودراسة منحنى حياتهم المتوقع وتمت مقارنته أيضا مع الرجال العاديين في نفس السن. واقترح أحد الأطباء أن الرئيس يزداد سنه سنتين في كل سنة عمل رئاسي، وإذا قارنت صور الرجال عندما يدخلون البيت الأبيض، ومن ثم يخرجون منه، تجدهم بالفعل يبدون أكبر سنا، كأن ترى الشيب يغزو شعرهم، أو ربما تساقطه وتجاعيد على الوجه لا يمكن أن تخفى. ثلثا رؤساء أمريكا ممن توفوا لأسباب طبيعية، عاشوا مدة أطول من تلك التي عاشها رجال من نفس البلد خلال نفس الفترة، إذ كان معدل العمر لدى الوفاة 78 سنة، بينما العمر المتوقع للوفاة كان يجب أن يكون 67 سنة. وذكر الباحث أولشانسكي: «لم تجد هذه الدراسة أي دليل على أن رؤساء أمريكا يموتون باكرا، بل يبقون ضمن المعدل العام للعمر والوفاة». ويعتقد أولشانسكي أن نحو عشرة رؤساء فقط تخرجوا من الجامعات، وكانوا أغنياء ويستطيعون توفير أرقى الرعاية الطبية وجميع عوامل الحياة الجديدة. بوضوح شديد، الضغط النفسي الناجم عن العمل يلعب دورا في مظهر قائد الأمة، ولا يخفى على أحد أن نمط الحياة وعاداتها مثل التدخين، زيادة الوزن يمكن أن تلعب دورا كبيرا في تعجيل ظهور علامات التقدم بالعمر.