يواجه طلاب كلية المجتمع بمحافظة حفر الباطن ظروفا دراسية صعبة في ظل عدم صرف إعانات شهرية لهم أسوة بالكليات والمعاهد الأخرى، فبعضهم يضطر إلى النزول إلى أسواق الأغنام والحمام والسفر ليبيع ويشتري كي يوفر ثمن جهاز لابتوب لتسهيل التواصل مع أستاذه ومتابعة محاضراته الدراسية أو ملابس تقيه برد الشتاء القارس. « شمس» تجولت في كلية المجتمع بمحافظة حفر الباطن ورصدت معاناة بعض الطلاب، حيث يشير كل من عارف بن عزيز الشمري «سنة ثالثة هندسة كهربائية» من سكان محافظة رفحاء على بعد «300 كم» من المحافظة وزميله سامي بن عاشق العنزي «سنة ثالثة هندسة كهربائية» من سكان محافظة حائل الواقعة على بعد «700 كم» إلى أنهم يطمحون إلى اعتماد وصرف مكافآت لهم «نحن بحاجة ماسة جدا لها فقد أتينا إلى محافظة حفر الباطن مغتربين عن أهلنا لهدف واحد يتمثل في طلبنا العلم والحصول على أعلى الشهادات، فخلال السنة الدراسية الأولى لنا استأجرنا إحدى الشقق بالمحافظة ونظرا لظروفنا المادية الصعبة التي لم تساعدنا على الوفاء بإيجار تلك الشقة اضطررنا إلى البحث عن مسكن آخر أقل تكلفة وبعد عملية تفكير ومشاورات طويلة فيما بيننا توصلنا إلى ضرورة البحث عن استراحة لتكون مقرا لنا وبمساعدة في عملية البحث من زملائنا الطلاب الساكنين بحفر الباطن استطعنا التوصل إلى هذه الاستراحة على الرغم من بعدها عن مقر كليتنا». وأضافا «بكل تأكيد نعاني الآمرين «الغربة قلة المادة» على الرغم من وقوف أسرنا معنا إلا أننا أثقلنا عليهم بمطالبنا المادية التي لا تتوقف، فتصور أن بعض المواد الدراسية بالكلية تحتاج من الطالب وجود جهاز لابتوب خاص به لمتابعة مادته أولا بأول، ونظرا لقلة المادة وعدم توفرها اضطررنا إلى أن نشترك مع زميل ثالث لنا في شراء جهاز واحد لمواصلة تحصيلنا العلمي فهل بعد هذه المعاناة معاناة أخرى؟». مشاركة في لابتوب ويستعرض الطالب محمد بن عطا الظفيري «سنة ثالثة هندسة كهربائية» جانبا آخر من المعاناة «نجد صعوبة في تكملة دراستنا لقلة توفر المادة في أيدينا ونضطر في أوقات كثيرة للبحث عن مصدر يوفي لنا بعض المال لتوفير حاجياتنا الشخصية والدراسية كتوفير جهاز لابتوب حيث يمكن الطالب من التواصل مع أساتذته والاستفادة منه بشكل كبير في مجال دراستنا، فلا يمكن لبعض الطلاب وأنا واحد منهم من توفير كل ما يحتاج إليه عن طريق مساعدة الأهل فبعض الأسر على عاتقها مصاريف باقي الأبناء وتوفير المعيشة لهم في ظل هذه الأسعار الباهظة، فمثلا اضطررت ومعي زميلي محمد العنزي وعارف الشمري لجمع مبلغ من المال لشراء جهاز لابتوب مشترك فيما بيننا لكي يخدمنا في دراستنا فلك أن تتخيل كيف لطالب لا يزال يدرس في بداية حياته وكله آمل وتفاؤل يحلم بالمستقبل وبيوم التخرج الذي يكون فيه عضوا نافعا لوطنه كيف يستطيع مواصلة دراسته في ظل هذه الصعوبات التي تواجهه في الحصول على ما يحتاجه سواء لدراسته أو لقضاء حاجياته الشخصية، وأنا الآن أتاجر في بيع وشراء الحمام نهاية كل أسبوع «الخميس والجمعة» أيضا وبمشاركة من زميلي محمد العنزي نشتري بعض الأغنام الصغيرة بأجل إلى آخر الشهر بعد ذلك نعتني بها لفترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر لنقوم بعد ذلك في بيعها لنستفيد من فارق السعر لتغطية مصاريفنا، كما أننا اضطررنا أنا وزميلي نفسه في المتاجرة بالنظارات الشمسية حيث نشتري كمية من حفر الباطن على التصريف ومن ثم نذهب إلى الكويت لبيعها هناك واستمررنا بهذه الطريقة لفترة حتى نصب علينا من قبل أحد ضعاف النفوس بالكويت وخسرنا الكثير بسببه وحرمنا بعد ذلك الذهاب إلى الكويت لهدف المتاجرة مكتفين بتجارتنا المتواضعة والمنوعة داخل محافظة حفرالباطن فلك أن تتصور مدى ما نعانيه من تشتت الذهن وجهد النفس والبدن». حرمان ومتاعب ويقول الطالب أيمن بن خزيم الشمري الطالب بكلية المجتمع بمحافظة حفر الباطن السنة الثانية تخصص «هندسة كهرباء» من سكان مدينة القيصومة على بعد «20 كم» شرقا من المحافظة «يكفي أن حرماننا من المكافأة الشهرية سبب لنا كثيرا من المعاناة خصوصا على الصعيد النفسي أسوة بطلاب الكليات الأخرى، فنحن لدينا زملاء بكليات أخرى يستلمون مكافأتهم بشكل شهري ومثل هذا الأمر يؤثر نفسيا علينا». ويضيف الشمري أنه يستعين ببعض المدرسين الخصوصيين لبعض المواد الصعبة جدا وهذا يكلفه بين ال 1000و1500 ريال شهريا، وعن مصروفه خلال الأسبوع «على الرغم من عملية التقشف التي أعمل بها فمصروفي الأسبوعي يتراوح بين 300 و400 ريال وهذه المصاريف عبارة عن وقود لسيارتي التي أتردد بها بين حفر الباطن والقيصومة مكان إقامة أسرتي أكثر من أربع مرات باليوم الواحد كون دراستي مقسمة على فترات، وهذا يزيد من معاناتنا المادية كثيرا، إضافة إلى الوجبات الغذائية التي أتناولها»، مشيرا إلى أن ما يعانيه يعتبره أهون بكثير مما يعانيه زملائه من الطلاب الآخرين خصوصا المغتربين منهم .