صحيح أن منظر المليون مغر للغاية ب«واحده» الذي يطل على أصفاره الستة من علو وكأنه يتفقدها حتى لا يفلت بعضها فيتحول لرقم بائس لا تتمكن من خلاله من شراء عبوتين لطفلك الوليد! أقول صحيح أن منظره مغر وفاتن إلا أن ذلك لا يعطي الحق لأصحاب «برامج المليون» من الاقتيات على وهم المليون وجلب ملايين مضاعفة من جيوب من توهمونها في أرصدتهم! قنواتنا العربية المصابه ب«فايروس» المليون منذ عهد «جورج قرداحي» وبرنامجه الشهير «من سيربح المليون؟» الذي كان يقدم لنا فيه المعلومات الثقافية بنظام «التنقيط» حيث إن أكثر جملة كان يرددها «قرداحي» هي «نتوقف الآن مع فاصل قصير» ولأن الفاصل القصير يصبح أطول من وقت الحلقة فإنك ستدعو الله بأن يوفق كل من ساهم في اختراع «الريموت كنترول» ثم ستسارع إلى تغيير القناة بحثا عن مليون آخر! ولن تطول مدة البحث كثيرا لأنك ستجد قناة تعمل على مدى 24 ساعة لبث حلقات «شاعر المليون»! ذلك البرنامج الذي تحتاج إلى الفوز فيه لاستئجار استراحة كبيرة في أحد ضواحي مدينتك ثم تدعو أقاربك وأحبابك وجيرانك وكل من يعز عليك ومن لا يعز عليك! وتقوم بعد ذلك بتوزيع بطاقات الاتصال مسبقة الدفع عليهم بالتساوي وذلك لترشيح أبياتك الشعرية العجيبة والغريبة والبديعة التي لم يسمعوها قط للفوز بالبيرق وبالمليون! حتى هناك لديهم برامج بالملايين فشركة «جوجل» التي تنظم مسابقة دورية لأفضل الأفكار الخلاقة والذكية تدفع للفائزين من خلالها عشرة ملايين دولار مقابل أي فكرة جديدة تساعد البشرية! وتقول «جوجل» في ذلك الشأن: «إن هذه الأفكار يمكن أن تكون كبيرة أو صغيرة، ويمكن أن تكون تكنولوجية، أو غير تكنولوجية، المهم أن تكون أفكارا خلاقة وذكية لها تأثير وتساعد في تغيير العالم» كما اعتمدت في موقعها لاستلام الأفكار 25 لغة من بينها اللغة العربية. بالمقارنة البريئة بين شاعر المليون وصاحب المليون ومن سيربح المليون وسارق المليون ولاعب المليون وبين مبادرة «جوجل» للأفكار المبدعة والخلاقة التي تساهم في تغيير العالم، هل لديكم أقوال أخرى؟