سعدت كثيرا بمشاركة أغلب الاتحادات الرياضية والأندية السعودية في الحفل التكريمي الذي أقامته اللجنة المنظمة لاعتزال اللاعب محمد الدعيع قبل أيام، فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن رياضتنا السعودية تنعم بتكاتف وتلاحم بين جميع أنديتها واتحاداتها مع بعضها بعضا ويساعد كثيرا في إيقاف الشحن الجماهيري الذي بدأ ينهش في جسد رياضتنا السعودية في الأعوام الأخيرة. قد يقول أحدهم إن الدعيع هو أحد اللاعبين الذين اتفقت على محبتهم جميع الأندية السعودية، ولكن ما حدث قبل يومين لم يكن متواجدا في عدد من حفلات التكريم للاعبين آخرين جرت في الموسمين الماضيين، اتفقت أيضا على محبتهم جميع أنديتنا. وبعيدا عن حفل تكريم الدعيع ومباراة اعتزاله اليوم أرى أن الأهم من جميع ذلك هو مصير اللاعب بعد مباراة الاعتزال، وهل ستتم الاستفادة من خبرة اللاعب العريضة في الملاعب السعودية من خلال تواجده في أحد الأجهزة التدريبية للمنتخبات السعودية أم سيكتفي بالتواجد في إحدى القنوات الرياضية كحال معظم اللاعبين الدوليين المعتزلين. ماجد عبدالله ويوسف الثنيان ونواف التمياط وفهد الهريفي وصالح النعيمة وفؤاد أنور لاعبون خدموا المنتخبات والأندية السعودية لأعوام طويلة واكتسبوا خبرة كروية عريضة اكتسبتهم القنوات الفضائية بعد اعتزالهم ولا تزال المنتخبات السعودية في حاجة ماسة لخبراتهم ووجهات نظرهم الفنية.. وأخشى أن يلحق الدعيع بهم. لماذا لم يتم إسناد مهمة تدريب حراس أحد المنتخبات السنية لمحمد الدعيع، بدلا من المدربين الأجانب الذين لا توازي شهاداتهم التدريبية جزءا من خبرة الدعيع الممتدة لأكثر من 20 عاما، فتواجد الدعيع في تدريب الحراس النشء سيمنحهم ثقة وثباتا في بداية مشاركاتهم الدولية. أما إذا واصلنا الاعتماد على المدربين المغمورين لتدريب حراسنا الناشئين فسنمضي الأعوام نستقبل حراسا على شاكلة ما أنجبتهم ملاعبنا في العشرة أعوام الأخيرة.