تخيل نفسك، عزيزي الرجل، بعد عشرة أعوام من بناء شركتك، يأتي شريكك ويسرقك وينكر دورك وفضلك في بناء الشركة ثم تحكم له المحكمة وينتهي بك الأمر «عجوزا وحيدا»! بلا مال يجلب لك أي شيء تريده في الحياة! ربما حينها ستصبح عالة على أبنائك الذين ربيتهم! هل تقبل هذا الوضع على نفسك؟ هل تقبل أن تسرق ولا يأخذ لك أحد حقك لمجرد أنه لا يوجد قانون يحميك من خبث وتزوير شريكك مثلا؟ إن كثيرات من النساء يعشن هذه الحال يوميا والبيوت فيها ما هو أكثر وأسوأ من استغلال الأزواج لزوجاتهم ماديا! بعد أن تأمن المرأة زوجها على نفسها ومالها، تجده بعد أعوام يطعنها ويسرقها ولا يعاقب! ترى من المستفيد من خلق هؤلاء النساء التعيسات اللواتي يبكين حرقة ليل نهار على عمر أهدر ومال ضاع دون فائدة؟ أي مجتمع هذا الذي يرى ظلم نسائه جهارا نهارا ويسكت ويقبل بالوضع؟ إذا كان بعض الرجال ليس لديهم أمانة، أفلا يوجد قانون يعاقبهم ويحمي النساء أم أننا ما زلنا نعيش في غابة يأكل فيها القوي الضعيف؟ إن القانون وظيفته الأساسية هي حماية الناس بلا تفرقة، القانون يجب أن يحمي المرأة الضعيفة والقوية والغبية والذكية والمغفلة والعاملة وربة المنزل... ونفس هذا القانون سيحمي الرجل يوما ما إن احتاج. من حقنا أن يكون هناك قانون لا يعتمد على أخلاق الرجل وشهامته، نريد قانونا لا يجعلنا نحتاج للرجل كوكيل أو كولي أمر! لماذا يجب علينا كنساء أن نعيش بالبركة؟ إذا صلح الزوج وكان يخاف الله، صلحت حياتنا وإذا فسد الزوج أو الأب، ضاعت حياتنا ومصالحنا. أتمنى أن يوعظ الرجال حول حرمانية أكل مال الزوجة فهو مال حرام إذا كان دون رضاها! وليس من الرجولة في شيء أن تفاخر بفحولتك وبأبنائك وأنت تسرق أمهم! فليس من الشهامة أبدا أن يبني الرجل مشروعا على أكتاف امرأة ثم يرميها في الشارع بينما لو طلقها منذ زمن لكانت وجدت من هو أكثر رجولة منه يقدرها ويحميها!