كشف وزير العمل عادل بن محمد فقيه أن المملكة منذ نشأتها على يد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ومن بعده أبناؤه البررة قامت على منهج الاعتدال والوسطية ليصبح هذا المنهج خاصية من خصائص هذه الدولة المباركة وسمة خاصة تتميز بها عن سواها. وقال بمناسبة إلقاء أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل محاضرة عن منهج الاعتدال السعودي اليوم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة «إن استضافة الجامعة الإسلامية لمثل هذه الرؤى الفكرية المستنيرة تعد علامة مضيئة في تاريخها المعاصر فبجانب دورها في نشر العقيدة الصحيحة والفكر الإسلامي الوسطي في مختلف بلدان العالم ودورها الرائد في نشر تعاليم اللغة العربية خاصة في البلدان الإسلامية غير الناطقة بها، بجانب كل هذا ترعى اللقاءات والمؤتمرات الفكرية التي تثري الحياة الثقافية». وأضاف «إن التعرض لهذا المنهج مرادف لمفهوم الاستقامة بمعناها الواسع ومتوافق مع معطيات الوسطية بمعناها الخاص، فالاعتدال يعين على إثراء صفات مكارم الأخلاق والاستقامة في البشر أفرادا وجماعات، ثم ينعكس على المجتمعات الصغيرة التي يتكون منها الوطن الكبير، ومن هنا فإن منظومة الدولة المعتدلة تعني الاتحاد والثبوت على أركان الوحدة والتوحيد والنأي بمقدراتها عن غلو التطرف بين الأهواء التي تعصف بمجتمعات ليست ببعيدة عنا ولا يعني ذلك الانكفاء على الذات والركون إلى تاريخ مجيد تحقق في الماضي، بل اللحاق بكل سبل التقدم الحضاري مع عدم السماح لرياح التغيير الموغلة في الفكر الغربي أن تقتلعه من جذوره التي تمثل الأصالة والعروبة على السواء». وأكد عادل فقيه أن الاعتدال بوصفه مفهوما ومنهجا يعني الحفاظ على ثوابت الهوية العربية والإسلامية مع الانفتاح على العالم في آن واحد دون الذوبان في عوالم الانفتاح التي قد يكون لها تأثير سلبي على مقدرات الأمة وثوابتها الراسخة، مبينا أن هذا المفهوم هو بالتحديد ما يسعى لتحقيقه الكرسي الذي أسسه الأمير خالد الفيصل بهدف بلورة نهج الاعتدال كواقع على المستوى النظري من خلال أساتذة الجامعات والمفكرين وكمنهج عمل من خلال الاستفادة من معطيات الجهد الفكري لتعزيز مرتكزات الاعتدال في واقع الحياة العملي. وختم تصريحه بالقول «إن الإنسان والمفكر الشاعر الأمير خالد الفيصل عندما يتحدث في هذا المجال فهو يتحدث كخبير مختص حمل هم هذا الهدف وكناشط مثقف يرى أن على عاتقه مسؤولية عربية ووطنية تجاه تعزيز مرتكزات الاعتدال في مجال الحراك المجتمعي، ولعل الشاهد العدل على هذا الدور البارز ما تقوم به مؤسسة الفكر العربي من مناشط فكرية حوارية تحت رؤية وعناية الأمير خالد الفيصل».