التساؤلات المقرونة بالامتعاض دائما ما تحاصر الفرنسي آلان جويدو مدرب الفريق الأولمبي لكرة القدم بنادي النصر, تركه لفريق درجة الشباب الموسم الماضي وعودته مجددا لتدريب الفريق الأولمبي هذا الموسم أثارث غضب الكثيرين حتى أصبح ضمن المغضوب عليهم لدى محبي الفريق العاصمي، لمواجهته بكل هذه التساؤلات توجهت «شمس» إليه وتجاوب معها بشكل سريع ليشرح أمورا كثيرة عن لاعبي فريقه وعن استعداده لتدريب الفريق الأول لكرة القدم وعن أمور كثيرة تهم الكرة السعودية، كما أسف لسماع اتهامات عن عنصريته تجاه بعض اللاعبين, كل هذا وأكثر في الحوار التالي: لماذا تركت فريق درجة الشباب في الموسم الماضي وكيف عدت في هذا الموسم مدربا للفريق الأولمبي؟ تركت فريق درجة الشباب العام الماضي بسبب بعض المشاكل الشخصية بيني وبين الإدارة، وكان البقاء في المنزل منطقيا جدا بالنسبة لي في ظل تلك الظروف، كوني محترفا ولا أرضى بأن يكون جزء من العمل المحيط بي غير احترافي. أما بالنسبة لعودتي فأنا قررت الرجوع لإنهاء ما بدأته، كما أن الإدارة حلت جميع المشاكل المتعلقة، وهذا ما دفعني للعودة. ولكن الكل فوجئ بقرار تعيينك مدربا للفريق الأولمبي؟ في الأساس أنا مدرب فريق أول، دربت فريق القطن الكاميروني وأوصلته لنهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الأهلي المصري وكذلك دربت فريق الأهلي السعودي لفترة شهرين ونصف، والفريق الأولمبي مقارب للفريق الأول من ناحية المستويات والأعمار وهذا ما دفعني للقبول، وللأمانة لو عرض النادي علي نهاية الموسم الفائت البقاء لتدريب الناشئين أو الشباب سأرفض لأن مرحلة الفئات السنية بالنسبة لي انتهت ولن أستمر بها. ما الفارق بين الأهلي والنصر؟ الفارق الوحيد من وجهة نظري هو مركزية القرار في الأهلي، حيث يشرف على الفئات السنية الأمير خالد بن عبدالله، بينما في النصر الكل يتخذ القرارات وهذا يسبب نوعا من التعارض بين تلك القرارات في كثير من الأحيان، أما بالنسبة للاعبين فهم بنفس المستوى. أنت تملك لاعبين جيدين في الفريق الأولمبي، لكن مع ذلك لماذا لم تستطع تقديم نتائج جيدة حتى الآن؟ تصوري عن كرة القدم مختلف تماما عما عهده المتابعون هنا، لا أبحث عن تحقيق نتائج فقط ولو أردت ذلك لأوعزت للمدافعين بتشتيت الكرات كل مرة ناحية المهاجمين وهنا نحصد الانتصارات، أنا يهمني في الأساس أن أصنع فريق كرة قدم جميل ومن ثم نحقق الانتصار, مشكلة النصر أنهم يبحثون عن الانتصار فقط وهذا لن يصنع فريقا جيدا، أنا أهدف إلى أن أطور هؤلاء اللاعبين ليصلوا إلى الفريق الأول ويبقوا هناك عن جدارة. الكل يجمع على أن فريق النصر الأولمبي فريق جيد جدا من الناحية العناصرية. هم لاعبون جيدون، لكن من خلال منظوري لكرة القدم أراهم لا يعرفون لعب الكرة! لماذا؟ ما أؤمن به هو أن لعب كرة القدم يحتوي على التمرير واللعب الجماعي، التكنيك، الذكاء والالتزام التكتيكي، لكن هنا عندما يحصل اللاعب على الكرة يفكر أولا في المراوغة ثم التسديد، وهذه ليست كرة قدم، وحتى أكون دقيقا أكثر فكرة القدم التي أعنيها هي ما قدمه الهلال مع إيريك جيريس, وكرة القدم التي أقصدها تحتاج إلى وقت كثير حتى يستوعبها اللاعبون هنا, وإذا لم يعجب الإدارة عملي وأهدافي فسأقرر الرحيل, لكن اللاعبين الآن بدؤوا بتفهم ما أطلبه ومن هنا أقول إن الفريق سيظهر بالشكل الذي أعمل لأجله بعد شهر أو شهرين من الآن كوني سأكمل حينها ستة أشهر. لماذا لا يستعين فريق النصر الأول باللاعبين الأولمبيين كثيرا؟ لأنه ليس لدينا حتى الآن أي لاعب يستطيع فرض نفسه على تشكيلة الفريق الأول ما عدا عبدالعزيز العازمي فقط! ماذا عن عبدالمحسن العسيري، النصر عانى كثيرا من غياب غالب هذا الموسم لكنه لم يستعن بعسيري في المحور؟ عسيري لاعب جيد لكن لديه نواقص تكتيكية كثيرة ولا يستطيع التواجد في الفريق الأول، عليه العمل بشكل جاد أكثر ليتطور ويصل للفريق الأول يوما ما. أنت تتحدث عن العمل الجاد من قبل العسيري لكنك لم تلتزم بتطويره، وكثيرا ما أشركته في قلب الدفاع وهو في الأساس يلعب كلاعب محور؟ تحدثت معه كثيرا ووعدته عندما تكتمل الصفوف سأعيده لخط الوسط, لكن عليه العلم بأن مركز المحور أصعب مركز في الفريق، على عسيري أن يكون جيدا بالكرة وبدون الكرة، في حالة الدفاع والهجوم، وإذا التزم بهذا فسيكون متواجدا في الفريق الأول. وماذا عن شايع شراحيلي؟ بالنسبة لي هو جيد، شايع سيكون في الفريق الأول بعد شهرين، هو لاعب جاد وموهوب لكن عليه مثل - زملائه - الانضباط من الناحية التكتيكية. لماذا قررتم تنسيق ناصر السبيعي ونواف البقمي؟ خصوصا أن اللاعبين انتقلوا لفريق الشباب ما أدى إلى غضب جماهيري؟ من يتحدث وينتقد هذا القرار عليه أن يأتي ويشاهد التدريبات، برأيك هل سينسق المدرب أفضل لاعبين عنده؟ الجواب طبعا لا، هم أشخاص جيدون لكن لم يناسبوا خططي ورؤيتي لذا فضلنا تنسيقهم خصوصا أننا مرتبطون بعدد محدود من اللاعبين, وحتى لو أبقيتهم سيثور المتابعون، لكني معتاد على ذلك وأتفهمه. أنتم في درجة الأولمبي تعانون كثيرا من قلة المهاجمين، لماذا لم تتحدث مع الإدارة بهذا الصدد؟ تحدثت كثيرا مع الإدارة بشأن هذا الموضوع وشاهدت العديد من المهاجمين الجيدين ولكن تسجيلهم ليس مهمتي، فأنا لا علاقة لي بالأمور المالية. هل هناك تنسيق بينك وبين مدرب الفريق السابق كوستاس بخصوص الاستعانة بلاعبي الأولمبي؟ لا إطلاقا، وأنا أتفهم ذلك لأن مدرب الفريق الأول دائما ما يكون مشغول البال بشأن النتائج، كما أننا لا نتحدث مع بعضنا بسبب اختلاف اللغة، أعتقد أن هذه هي الأسباب التي تمنع تواصلنا. لكن كوستاس اختار في بداية الموسم فهد الرشيدي وعبدالعزيز العازمي وناصر الصالح ثم أعادهم، أليس من واجبك كمدرب الحفاظ على لاعبيك كون ذلك قد يتسبب بالتأثير عليهم نفسيا؟ أعلم ذلك وسبق أن تحدثت معهم وقلت لهم إن ذلك يجب أن يكون دافعا لهم للعمل بشكل أكثر جدية للذهاب إلى الفريق الأول والبقاء هناك. أنت معتاد على الصراخ كثيرا على اللاعبين، ألا تخشى بأن يؤثر ذلك على اللاعبين كونهم صغار السن وأيضا طبيعة اللاعب السعودي التي لا تقبل ذلك؟ إطلاقا، واسأل اللاعبين أنفسهم، عندما أغضب فأنا أغضب لأن اللاعب لم ينفذ التعليمات وطبق العكس، الخطأ حق للاعبين ولا أحاسب عليه، لكن أكثر ما يستفزني هم اللاعبون الذين يرون أنفسهم أكبر من الفريق وعندما يخطئون لا يحاولون العودة وتصليح الخطأ، الأهم بالنسبة لي أن يحترم اللاعب فريقه وزملاءه وهذا ضروري حتى ينضبط اللاعبون أكثر. يقال إنك صببت جام غضبك على عبدالمحسن العسيري بعد خطئه في مباراة الهلال؟ لم أتحدث مع عسيري بشأن هذا الموضوع، أعلم أنه خطأ عادي ولا أحاسب عليه أبدا، وعموما من يتحدث بهذا لم يأت للنادي ويشاهد حقيقة علاقتي المتينة مع اللاعبين، نحن قريبون جدا من بعضنا البعض. ألا تعتقد أن إخفاقات الفريق الأول تجعل المتابعين يبحثون عن أي انتصار لأي من فرق النادي، وهذا ما يسبب الضغط عليكم؟ ربما يكون ذلك صحيحا، لكن بدوري أتساءل ما هو الأهم بالنسبة لأي ناد؟ بالتأكيد البطولات على مستوى الفريق الأول، الفرق السنية عليها إنتاج اللاعبين لذلك الهدف فقط، ماذا تغير في النصر بعد تحقيقه لبطولات الفئات السنية خلال الأعوام الماضية الجواب لا شيء! المهم أن نصنع فريقا قادرا على تحقيق ذلك للفريق الأول وهذا لا يعني أن نتهاون بالبطولات السنية لكنها ليست الهدف الأسمى. هل تخشى الإقالة، خصوصا أن هناك أقاويل تتحدث عن إقالتك من تدريب النصر قريبا؟ لا أبدا، هذه طبيعة عملي وأتفهمها. نهاية العام الماضي لم أطلب شيئا لكن إدارة النادي أتت وطلبت مني تدريب الفريق الأولمبي. أنا واثق من قدراتي التدريبية وأعلم أن هناك العديد من الأندية التي ستطلب خدماتي سواء هنا أو في فرنسا. إذا كنت مدربا وخائفا من الإقالة فعليك أن تترك التدريب لأنه لا يصلح لك، في الأهلي كنا متصدرين دوري الشباب ووصلنا نهائي كأس الاتحاد ومع ذلك تمت إقالتي وهذا لم يحبطني أبدا. ما أبرز الفوارق بين نظام الفئات السنية السعودية ونظيرتها الفرنسية، كونك دربت في كلا القطاعين؟ الفارق الأبرز الوحيد أنه في أوروبا يولون اهتماما للمدرب وتعليمه بينما هنا العكس، في فرنسا على سبيل المثال لا يمكن أن تدرب فريقا دون الحصول على شهادة بينما هنا أي لاعب سابق يستطيع التقدم بطلب التدريب. أنتم لديكم مواهب جيدة مثل كل دول العالم لكن للأسف لا تهتمون باستقطاب مدربين جيدين في الفئات السنية، وهذا ما يجعلنا نشاهد لاعبين في الفريق الأولمبي أو الشباب لا يعرفون تمرير الكرة بشكل صحيح. إذاً ينقصنا التعليم الأكاديمي في مجال التدريب؟ نعم، وهذا يجعلني أستغرب لماذا لا نرى أي مدرب سعودي جيد يعمل الآن؟ حتى اللاعبين السابقين الجيدين لم يصبحوا مدربين، وهذا غريب لأننا نحن كأجانب لن نبقى أكثر من ثلاثة أعوام وسنرحل وفي هذه الحالة من سيحل محلنا؟ على السعوديين أن يهتموا من الآن بصناعة مدربين حتى لو اضطروا لإرسالهم خارجا. أنت تتحدث عن عمل وعن جودة عناصره، هل تقدر على قول إن هؤلاء اللاعبين سيكونون فريق الأحلام بالنسبة للنصر يوما ما؟ إذا عملوا على تطوير أنفسهم بشكل جاد، وأعطوا الثقة والدعم سيكون أغلب فريق النصر بعد سنوات بسيطة من هؤلا اللاعبين. هل ترى أن طبيعة الحياة السعودية تمنع اللاعب من التطور؟ مع كامل احترمي لجميع الثقافات والسعودية من بينها. نعم، اللاعب السعودي لديه الموهبة والقدرات التي تؤهله للعب في أي مكان لكنه يفضل البقاء هنا لأنه يتمرن ساعتين فقط في اليوم وتمارين مسائية ويستطيع الحصول على الأموال بوفرة وهذا بالنسبة له كاف، أتذكر عندما دربت الفريق الأول في الأهلي طلبت منهم الحضور للتمارين صباحا في أحد الأيام، لكن لم يحضر إلا خمسة لاعبين وكان من بين الغائبين لاعبون دوليون. ألا تعتقد أنه من الغرابة أن قرابة 30 مليون سعودي لا يوجد منهم واحد يلعب في أوروبا؟. وبرأيي، هذا سبب تأخر الكرة السعودية عن الدول المحيطة وإلا منذ متى والمنتخب السعودي يتعادل مع عمان أمام 60 ألف متفرج!. ما دمت قد تطرقت لهذا الموضوع، لماذا لا تحاول أن تكون وسيطا بين لاعبي فريق الأولمبي وأحد الأندية الفرنسية في الدرجة الثانية ولن أقول الأولى كونها صعبة بعض الشيء عليهم، وتفتح الباب لتطويرهم؟ كل اللاعبين الموجودين يستطيعون اللعب في أوروبا، سعود حمود على سبيل المثال قادر على أن يلعب في أي دوري أوروبي وسينجح، لكن المشكلة أن اللاعبين لا يريدون التغيير وخوض التحدي، على اللاعبين الحالمين بالاحتراف أن يضعوا نصب أعينهم أنه يجب عليهم التأقلم مع العادات والطبيعة الأوربية، هناك لن تستطيع الاكتفاء بتمرين واحد بل ستتمرن مرتين وستحرص على نظامك الغذائي والنوم ، كرة القدم ليس لها لغز معين، إنما التضحية والعمل الجاد. هناك اتهام تجاهك بأنك «عنصري» تجاه بعض اللاعبين وتفضل اختيار اللاعبين ذوي البشرة السمراء، ما ردك؟ نعم.. أسمح لي لا أستطيع إلا أن أضحك على هذا الاتهام، هذا أسخف اتهام سمعته بحياتي، وحقيقة هذا عار أن يفكر البعض بمثل هذه الطريقة. أنا عانيت من التمييز العنصري بسبب لوني في فرنسا، هل تعتقد أني سأقوم بالمثل؟ طبعا لا. هل يعتقدون أن ريكارد عنصري لأن أغلب لاعبي المنتخب السعودي من ذوي البشرة السمراء؟ الأهم بالنسبة لي ما يستطيع اللاعب تقديمه لي في الملعب بغض النظر عن لونه .