بدأت قصة التجسس على الهواتف الذكية، حينما تمكن الباحث الأمريكي تريفور إيكهارت في أكتوبر الماضي، من اكتشاف برنامج ناقل يعرف باسم Carrier IQ، مهمته تعقب ورصد وتسجيل كل ما يدور على الهاتف من رسائل نصية أو الصفحات، التي تمت زيارتها على الإنترنت وحتى تسجيل بيانات المواقع التي تستخدم لتنزيل برامج تحمي من هذا النوع من التتبع، فضلا عن تمكنه من تسجيل كل ضغطة زر على لوحة مفاتيح الهاتف ليتم تسجيل الأرقام وكلمات السر أو حتى كود «PIN»، ومن ثم نقل هذه المعلومات والبيانات إلى الشركة المصنعة للهاتف دون علم المستخدم. وعاد إيكهارت الأسبوع الماضي ونشر تقريرا مصورا على «يوتيوب»، شرح فيه تجربته مع البرنامج على هاتف أندرويد «HTC EVO 3D»، بخصوص إمكانية تثبيت هذا البرنامج مسبقا على أكثر من 140 مليون جهاز من مختلف أنواع الهواتف الذكية، و«لا يمكن وقفه أو حذفه، بما فيها هواتف بلاك بيري، سامسونج ، نوكيا وآبل، حيث كشفه المطور chpwn». هذا الاكتشاف أثار غضب العديد من شركات الهواتف المتنقلة، التي صرحت على الفور وبشكل رسمي بأنها لا تدعم هذه التقنية، أو أنها توقفت عن التعامل بها، ليتضح فيما بعد أن الشركات المزودة للخدمة هي التي تتعامل مع هذه التقنية وخاصة في أمريكا وأوروبا، في حين قد يتم إصدار منصة التشغيل لتكون خالية من تقنية الناقل الذكي بيد أنها تخضع للتعديل وإضافة الواجهة الخاصة بالشركات فيضاف البرنامج لاحقا. وذكرت شركة آبل أن البرنامج يتوافر في الإصدارات السابقة، ولا يعمل إلا في حال تنشيط الجهاز، غير أن أنظمة التشغيل الحديثة iOS5 لا تدعم هذا البرنامج، كما لا تنوي الشركة استخدام التقنية في المستقبل، وسارعت «جوجل» بالتأكيد إلى عدم تعاملها بهذه التقنية على الإطلاق وأن نظام أندرويد خال منها في حال استخدام النسخة الأصلية، كما ذكرت شركة HTC أنه لا يوجد أي تعامل مباشر بينها وبين Carrier IQ وأن وجود البرنامج يعود للشركات الأمريكية المزودة لخدمة الاتصال.