الاحتراف والمهنية والجودة كلمات رنانة في عالم الأعمال وهي عادة ما تستخدم «للإيقاع» بالزبون أو لتنفيذ قرارات غير منطقية أحيانا! إلا أن معظم من يستخدمون كلمة «الاحتراف» بالذات لا يعرفون معناها جيدا... كثيرون يقرنون الاحتراف بالمظهر العبوس القمطرير! كثيرون يظنون أن الابتسامة والوجه السمح تتنافى مع متطلبات الاحتراف! كثيرون يعتقدون أن الاحتراف يعني الكلام بأسلوب خشن وجاف! كثيرون يعتقدون أن الاحتراف يعني التعصب للرأي واتخاذ القرارات الصارمة من دون شرحها أو تبريرها! وكل هذه المفاهيم ما هي إلا قشور وشكليات بغضية لا تمس الاحتراف الحقيقي لا من قريب ولا من بعيد! الاحتراف قبل أي شيء يعني الكفاءة! يعني أن يكون الموظف والمدير والحارس والسكرتير على دراية تامة بما يقومون به! على دراية تامة بهدف ورؤية رسالة المؤسسة التي ينتمون إليها! الاحتراف يعني التنسيق بين الجهات المختلفة للمؤسسة الواحدة لا أن يقول السكرتير كلاما ولا تجد له أساسا من الصحة عندما تتعامل مع موظف أعلى منه قليلا.. وعندما تتحدث مع المدير تكتشف أن كلا من السكرتير والموظف قالا كلاما لا علاقة له بما يقوله المدير! الاحتراف أن تعتذر المؤسسة رسميا عن أخطائها التي صدرت في حق عملائها وأن تقدم لهم التعويض المناسب! الاحتراف لا يعني أن يتخذ المدير قرارا غير مرن وغير إنساني ومن دون مبررات لأن مزاج حضرته معكر ذلك اليوم! الاحتراف ليس شعارا، بل سمعة تكتسبها المؤسسة الناجحة عبر سنوات من الجهد في تقديم خدمات مميزة لعملائها! الاحتراف له وجهان: تقديم الخدمة المطلوبة والحصول على ما في جيب العملاء! أما ما يحدث لدينا فهو يختصر في هذه العبارة «هات إللي في جيبك وأقلب وجهك وسوف يأتينا عميل ساذج غيرك!» الاحتراف ببساطة يعني أن تفصل بين مشاعرك الخاصة وعملك! الاحتراف يعني أن تضع كل مشاكلك، ومواقفك، ومزاجيتك في كفة وعملك في كفة أخرى! الاحتراف يعني أن تؤمن أنك «حبة» واحدة في صف مرتب من حبات الدومينو! عدم انضباطك يهدم ذلك الصف ويشوهه!