أكد الدكتور علي العمري رئيس منظمة فور شباب أن ثمة «غزوا اجتماعيا» يخفف على العائلة السعودية مؤونة اللقاء والأنس والاجتماع العائلي، ويوفر لأفرادها فرص الخروج المستمر من المنزل، لقضاء الوقت في التسلية والحوار والمشاهدة بعيدا عن أجواء البيت والأسرة. فضلا عن وجود السائق الذي يسهل معه الخروج لأي مكان، تمشية وتسوقا. وللأسف أن تكون كثير من العوائل في السعودية ممن يكرس هذه الثقافة الجديدة والخطيرة في أبعادها، التي تفقد لذة البيت وما يصنع فيه والخطورة الأكبر أن هذه الجلسات اليومية والمفتوحة على كل شيء يخفف عن الأسرة دورها الاجتماعي، لا مجرد تناول ما يسد البدن، بل لها أدوار وظيفية أخرى، ومن صور خطورتها طول السماع لكلام الفارغين، ولهو العابثين، ونكت اللاهين، مع تعود مسلسل النقد واللوم والهروب المستمر من دور التربية، ومراقبة العائلة، والمشاركة في هموم الأسرة، فضلا عن تلبية حاجاتها النفسية والتربوية انتهاء بالحاجة المادية. وحذر العمري من حجم النسب المخيفة عن الجرائم الناتجة من بيوت العوائل المشهود لها بالخير، المعروفة تاريخيا بالطهر والأمانة، تدل على وجود تفكك أسري واضح، وانعزالية شبه تامة بين الأجيال. وبحسب العمري نقلا عن أن أحد أصدقائه، وكان وكيلا لمدرسة كبرى ومشهورة في جدة، يدرس فيها جل أبناء الوجهاء، قال له اكتشفنا أن «90 %» من الشباب في الثانوية ممن اشتهروا بالمشاغبة، والغياب المستمر، والحركات الشبابية الغريبة شكلا ومضمونا مرجعها إلى أن أسرهم مفككة. وأوضح الدكتور العمري أن الأسرة إذا تركت دورها المفترض، وتهربت من السؤال اليومي عن أفراد الأسرة وهمومها، والتذرع بالمشكلات اليومية في الوظيفة والشارع، وبعض التصرفات الأمنية، فحينها سيتحمّل الجميع أضعافا مضاعفة من الضغط والقهر. مبينا أننا كأمة مسلمة دورنا التربوي لا يعفينا من التهرب والتلاوم، بل إن أكبر عملية في الحياة هي إخراج أجيال من محيط الأسرة في قمة الخلق والعلم والعمل، والحرص على الإتقان ونشدان الكرامة.