أؤمن دائما أنه مهما كانت البيئة التي يعيش فيها الشخص قاسية فإن لها جهة ثانية لا يراها ولا يجملها ويهتم باقتناء الأفضل لها إلا شخص يدرك أهمية النقاء وصفاء العيش فيها ليس فقط لطبقتها المخملية، بل حتى لفقراء النصيب على وجه الأرض. أول هذا الأسبوع صرح الأستاذ عبدالله الغذامي عن فكرة تحوي دعوة لملاك الأراضي الكبيرة بالتبرع بقطع بسيطة مما يمتلكونه لوزارة الإسكان للمساهمة في تأمين سكن خاص لكل مواطن بسيط لا يزال حتى ليلة البارحة يرى ابتسامة أطفاله ويرد عليها بالمثل مكابرا جوفه القلق بسبب اقتراب موعد دفع الإيجار. مولد فكرة كهذه ليس بغريب من أستاذنا، فهي فكرة متميزة «كحضرته»، قادرة كما نأمل بإذن الله على الحد من تفاقم الأزمة، والتقريب بين الفئات في المجتمع، واستمرار التكافل الإنساني الذي حثت عليه الشريعة، ومحاولة لإعادة ترسيخ القناعة في نفوس الممتلكين، والاكتفاء بما يسد الحاجة الخاصة دون الاحتكار لدرجة تظلم العامة. وكالمعتاد بداية أي فكرة ربما تكون صعبة أو تموت بعد أنفاسها الأولى، لكن هذه الفكرة لقيت قبولا شاسعا من الشباب الذين لأجلهم ولأجل مستقبل أبنائهم فقط كانت هذه الفكرة، كما أنها تلقت مبادرات طيبة في ساعاتها الأولى كما أعلن الأستاذ ذلك. المهم في هذه الفكرة، أن تحتضن إعلاميا بقدر الهدف الذي تطمح له حتى تصل الغاية إلى أكبر شريحة ممكنة من القادرين على الدعم والمؤهلين للقيام عليها ودراستها جديا كحل للحد من شح الأراضي السكنية، وأن يتبناها أهل القدرة على رعايتها وتنميتها وتنفيذها على أرض الوطن، ويلتفت إليها ملاك الأراضي بكل محبة للخير. نجاح هذه الفكرة بوابة للكثير من المبدعين لطرح أفكارهم إن وجدوا فعلا من ينظر لها برؤية منفردة تأمل الأفضل لمجتمعها، فاحتضانها بكفوف جماعية بإذن الله كفيل لإحياء أفكارنا وأحلامنا، فهبوا لها من لدنكم متنفسا حتى لا تموت قبل الميلاد.