تحرص النجمة الفرنسية جولييت بينوش على تأكيد عشقها لحضارة الشرق في جميع زياراتها للمنطقة خاصة مصر ودبي، وكثيرا ما أكدت أنها عاشقة للحضارة الفرعونية، وقالت إنها تربت منذ طفولتها على عشق الثقافة المصرية القديمة، لكنها كانت متشوقة أكثر لمعرفة المزيد على أرض الواقع، مشيرة إلى أنه إحساس رائع أن تقترب من نهر النيل، وأن تلمس مياهه، وأن تزور الآثار في جنوب البلاد. ويظهر حب بينوش لمصر في قولها «سحر لا يوصف حول العالم، ربما لا تدركونه أنتم؛ لأنكم تعيشون فيه.. لكنني كأجنبية أستطيع أن أخبركم عن سلطان بلادكم حول العالم، ومدى تعلق الناس بها خاصة الأطفال» وتضيف «كممثلة كان لا بد أن أقرأ وأعرف الكثير عن مصر وثقافتها؛ لأن عملنا يحتاج إلى الكثير من المعرفة، ونحن نحتاج التعرف إلى كل الثقافات حتى نبث معارفنا فيما نقدمه؛ لأن عملنا بالتمثيل يعتمد على توصيل رسائل مرئية للجمهور عما بداخلنا». وبكل هذا العشق الشرقي تعمل بينوش على تصوير فيلم وثائقي عن علم المصريات سيتم تصويره بصعيد مصر، وهي تعمل على ذلك من خلفية ثقافية، حيث يتحدث الفيلم عن علم المصريات والثقافة القبطية. ولا يتوقف ارتباط بينوش بالشرق من خلال مصر فقط، حيث سبق لها أن زارت طهران مع المخرج عباس كياروستامي الذي قدمت معه فيلما متميزا، وقالت إنها كانت تظن إيران بلدا صعبا جدا وخشيت أن تزوره خوفا من القتل والقمع، لكنها عندما زارته اكتشفت بلدا حقيقيا يضم الكثير من البشر الحقيقيين، على حد قولها. وأوضحت أنها لا تميز بين المخرجين على أساس الجنسيات، وإنما يهمها رؤية المخرج وقدرته على تقديم الأعمال الجيدة؛ لأن الممثل يقدم نفسه من خلال تلك الرؤية للجمهور، مشيرة إلى أنها لا ترفض أبدا العمل مع مخرج عربي أو مصري. وعن حصدها عشرات الجوائز، تشير إلى أنها لا ترى نفسها نجمة عظيمة، والعالم لا يضم نجوما عظاما ولا مخرجين عظاما كثيرين وهذا أمر طبيعي تماما، وأنها شخصيا لا تفكر عندما تقدم فيلما جديدا فيما يمكن أن يحصده من جوائز على الإطلاق. وبينوش التي ولدت في باريس هي ابنة المخرج والممثل والنحات جان مارى بينوش ومونيك ستالينز، وبدأت دروس التمثيل مع مدربها فيرا جريج، وتبعت خطوات والدتها لتصبح ممثلة مسرح وفي الوقت نفسه أسند إليها دور صغير في أحد الأفلام الروائية الفرنسية، وكان أول أدوارها التليفزيونية في عام 1983 عندما أسند لها دور في فيلم «دوروثي» ثم تبعته بدور صغير أيضا في فيلم تليفزيوني بعنوان «الحصن العالي» إخراج بييريك جانارد، كما أسند إليها دور مساعد في فيلم «أجراس الحرية» وهو من إخراج باسكال كاين وبعدها قررت الدخول لمجال السينما .